قوله: ﴿وجعلناكم شعوبًا وقبائل﴾ [الحجرات: ١٣]. الشعوب في العجم كالقبائل في العرب وكالأسباط في نبي إسرائيل، وهو جمع قبيل، والقبيلة: الجماعة المجتمعة التي يقبل بعضها على بعضٍ، وفي المثل: "فلان لا يعرف القبيل من الدبير" أي ما أقبلت به المرأة من غزلها وما أدبرت به. والمقابلة والتقابل أن يقبل بعضهم على بعض إما بالذات وإما بالعناية والتوفر، ومنه قوله تعالى في وصف أهل الجنة: ﴿متكئين عليها متقابلين﴾ [الواقعة: ١٦]، في الحديث: "لا يرى أحد ظهر آخر".
قوله تعالى: ﴿فمال الذين كفروا قبلك مهطعين﴾ [المعارج: ٣٦]. قبل الرجل: مكانه وجهته حقيقةً أو مجازًا نحو عند؛ فإن العندية تكون حقيقيةً ومجازيةً. ويقال: لي في قبل فلانٍ حق، أي عنده، ويستعار بذلك للقوة والقدرة والطاقة على المقابلة أي المجازاة كقوله تعالى: ﴿فلنأتينهم بجنودٍ لا قبل لهم بها﴾ [النمل: ٣٧] أي لا طاقة لهم على استقبالها ودفاعها. وقوله تعالى: ﴿وجاء فرعون ومن قبله﴾ [الحاقة: ٩] أي ومن في جهته، ولذلك قال المفسرون وأتباعه.
قوله: ﴿إنه يراكم هو وقبيله﴾ [الأعراف: ٢٧] أي جماعته وجنده، وقال الأزهري: القبيل: الجماعة ليسوا من أبٍ واحدٍ، وجمعه قبل، فإذا كانوا من أبٍ واحدٍ فهم قبيلة. وقد سوى ابن عرفة بينهما فقال: يقال: قبيلة وقبيل.
قوله تعالى: ﴿فلنولينك قبلةً ترضاها﴾ [البقرة: ١٤٤] يريد الكعبة. وأصل القبلة الجهة؛ سميت بذلك لأنها تقابل المصلى ويقابلها، ومنه: أين قبلتك؟ أي جهتك. وقيل: القبلة في الأصل: اسم للحالة التي عليها المقابل نحو الجلسة والقعدة، وفي التعارف صار اسمًا للمكان المقابل المتوجه إليه للصلاة.
والقبول: ريح الصبا، وإنما سميت بذلك لاستقبالها القبلة. وشاة مقابلة: قطع من قبل أذنها؛ وفي الحديث: "نهى أن يضحى بشرقاء أو خرقاء أو مقابلة". قال