١٢٤٧ - كرهت العقر عقر بني شليل إذا هبت لقاريها الرياح
وقال أنيس أخو أبي ذر الشاعر: ((لقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلا يلتئم على لسان أحد)) أي على طرقه وأنواعه، للواحد قرء.
ويقال: قرأت المرأة: رأت الدم، وأقرأت: صارت ذات قرء، وأقرأت الجارية: استبرأتها بقرء. قال الراغب: القرء في الحقيقة اسم للدخول في الحيض عن طهر. ولما كان اسمًا جامعًا للأمرين: الحيض والطهر المتعقب له أطلق على كل منهما، لأن كل اسم موضوع لمعنيين معًا يطلق على كل واحد منهما إذا انفرد كالمائدة للخوان وللطعام. ثم قد يسمى كل واحد منهما بانفراده به. وليس القرء اسمًا للطهر مجردًا ولا للحيض مجردًا بدلالة أن الطاهر التي لم تر الدم لا يقال لها: ذات قرء. وكذا الحائض التي استمر بها الدم والنفساء لا يقال لها ذلك. قال: وقوله: ﴿يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء﴾ أي ثلاثة دخول من الطهر في الحيض. وقوله عليه الصلاة والسلام: ((اقعدي عن الصلاة أيام أقرائك)) أي أيام حيضك، فإنما هو كقول القائل: افعل ذلك أيام ورود فلان، ووروده إنما يكون في ساعة وإن كان ينسب إلى الأيام. وقول أهل اللغة: إن القرء من قرأ أي جمع قارئ إنهم اعتبروا الجمع بين زمن الطهر والحيض بحسب ما ذكرت لاجتماع الدم في الرحم.
ويقال: تقرأت كذا أي تفهمت. وقارأت فلانًا: أي دارسته.
ق ر ب:
قوله تعالى: ﴿ونحن أقرب إليه من حبل الوريد﴾ [ق: ١٦] هذا من باب التمثيل لاقتداره وقهره، وأن العبد في قبضته وسلطانه بحال من ملك حبل وريده أي عرق حلقومه ولا قرب حسيًا، تعالى الله عن الجهة، فقرب الله تعالى من عبده هو الإفضال عليه والفيض. ولهذا روي أن موسى رضي الله عنه قال: إلهي! أقريب فأناجيك أم بعيد فأناديك؟ فأوحى الله تعالى إليه: لو قدرت لك البعد لما انتهيت إليه، ولو قدرت لك القرب لما


الصفحة التالية
Icon