الباري تعالى، ثم غلب في العرف على النسيكة التي هي الذبيحة، وجمعها قرلبين، ومنه قوله تعالى: ﴿فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانًا آلهةً﴾ [الأحقاف: ٢٨]. ولنا في الآية كلام حسن أتقناه في ((الدر المصون)).
قوله: ﴿ألا إنها قربة لهم﴾ [التوبة: ٩٩]. القربة هنا الحظوة عند الله والمنزلة الرفيعة.
قوله تعالى: ﴿ولا تقربوا مال اليتيم﴾ [الأنعام: ١٥٢] هذا أبلغ من النهي عن أكله وتناوله، لأنه إذا نهى أن يقرب منه، فالنهي عن تناوله من باب أولى وأحرى، وهو في المعنى كقوله: ﴿إذا أخرج يده لم يكد يراها﴾ [النور: ٤٠] إلا أن هذا في حيز نفي المقاربة.
قول: ﴿يتيمًا ذا مقربة﴾ [البلد: ١٥] أي قرابة. يقال: فلان ذو قرابتي وذو مقربتي وقلما يقال: فلان قرابتي.
قوله: ﴿واسجد واقترب﴾ [العلق: ١٩] الخطاب في الفعلين ظاهرة للرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل: الخطاب في ((اسجد)) له عليه الصلاة والسلام وفي ((اقترب)) لأبي جهل لعنه الله، وذلك أن أبا جهل لعن بوعده عليه الصلاة والسلام بأنه إذا سجد وطئ عنقه الكريم، فأمر بذلك أمر تهديد، وذلك أنه لما هم بذلك رأى فحلًا عظيمًا، والمعنى: إن اقتربت هلكت وأخذت، واستأنسواله بقوله تعالى: ﴿أرأيت الذي ينهى عبدًا إذا صلى﴾ [العلق: ٩ - ١٠].
قوله تعالى: ﴿ولا تقربوهن حتى يطهرن﴾ [البقرة: ٢٢٢] كناية عن الغشيان والوطء، وهو في المبالغة كقوله: ﴿ولا تقربوا مال اليتيم﴾ [الأنعام: ١٥٢]. والقراب بالضم المقاربة، وأنشد: [من الطويل]
١٢٤٨ - فإن قراب البطن يكفيك ملؤه