فأقصه أي أدناه من الموت.
والقص: الجص، ومنه الحديث: "نهى رسول الله ﷺ عن تقصيص القبور". قال أبو عبيدة: وذلك أن الجص يقال له القصة. والجصاص والقصاص واحد، قال ابن الأعرابي: فإذا خلطه بالنورة أو الرماد فهو الجيار.
قوله تعالى: ﴿وقالت لأخته قصيه﴾ [القصص: ١١] أي تتبعي أثره. ويجوز بالسين قسست قسًا. وقوله: ﴿فارتدا على آثارهما قصصًا﴾ [الكهف: ٦٤] أي رجعا من الطريق الذي سلكاه يقصان الأثر. وفي الحديث: "ورأيته مقصصًا" قال ابن قتيبة: المقصص: الذي له جمة، وكل خصلةٍ من الشعر قصة.
قوله تعالى: ﴿كتب عليكم القصاص﴾ [البقرة: ١٧٨] أي القود لأنه يتبع الدم، وقيل: لأنه مأخوذ من القطع، ومنه قصصت أظفاري، فالمقتص يجرحه مثل جرحه أو يقتله مثل قتله به. وفي حديث عائشة: "لا تغتسلن من المحيض حتى ترين القصة البيضاء" قيل: معناه أن تخرج القطنة أو الخرقة التي تحتشي بها نقيةً كالقصة من غير أن يخالطها صفرة ولا ترية؛ الترية: الخفي اليسير، وهي أقل من الصفرة، وقيل: القصة كالخيط الأبيض تخرج بعد انقطاع الدم.
ق ص ف:
قوله تعالى: ﴿قاصفًا من الريح﴾ [الإسراء: ٦٩] هو الذي إذا مر على شيءٍ قصفه وكسره من بناءٍ وشجرٍ وغير ذلك. ورعد قاصف: في صوته تكسر. وسمي صوت المعازف قصفًا لذلك، ثم تجوز به عن كل لهوٍ؛ فقيل: فلان يقصف قصفًا. وروي عن ابن عمر: "الرياح ثمانٍ: أربع عذاب وأربع رحمة؛ فأما الرحمة فالناشرات والذاريات والمرسلات والمبشرات. وأما العذاب فالعاصف والقاصف وهما في البحر والصرصر