والفراغ منه. قوله: ﴿إلى أجل مسمى لقضي بينهم﴾ [الشورى: ١٤] أي فصل. ومن القول البشري قوله: ﴿فإذا قضيتم مناسككم﴾ [البقرة: ٢١١] قوله: ﴿ثم اقضوا إلي﴾ [يونس: ٧١] أي افزعوا إلى أمر ربكم وأفضوا ما في أنفسكم.
ويعبر عن الموت بالقضاء؛ قال الله تعالى: ﴿فمنهم من قضى نحبه﴾ [الأحزاب: ٢٣] لأنه فصل أمره المختص به من دنياه، وقيل: قضى نذره لأنه كان نذر وألزم نفسه أنه إذا لقي عدوًا لا ينكل عنه أو يموت دونه. وقيل: لأن الموت كالمنذور عليه فوفى به.
قوله: ﴿لقض علينا ربك﴾ [الزخرف: ٧٧] أي ليمتنا فنستريح. ولذلك قال في موضعٍ آخر ﴿لا يقضى عليهم فيموتوا﴾ [فاطر: ٣٦]. وقوله: ﴿فقضى عليه﴾ [القصص: ١٥] أي أماته، وهو معنى قول المفسرين؛ وقال الأزهري: قضى في اللغة على وجوهٍ مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه منها. قوله تعالى: ﴿ثم قضى أجلاً﴾ [الأنعام: ٢] معناه ختم أجلاً وأتمه. ومنها الأمر ومنه قوله تعالى: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه﴾ [الإسراء: ٢٣] معناه أمر ربك، لأنه أمر قاطع حتم. ومنها الإعلام وهو قوله تعالى: ﴿وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب﴾ [الإسراء: ٤] أي أعلمناهم إعلامًا قاطعًا. ومثله: ﴿وقضينا إليه ذلك الأمر﴾ [الحجر: ٦٦] ومنها القضاء الفصل في الحكم، ومنه قوله تعالى: ﴿ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم﴾ [الشورى: ٢١] أي لفصل الحكم بينهم.
وقضى دينه: أي قطع الغريمة عليه بالأداء. ومنها إحكام العمل يقال: قضيت هذه الدار أي أحكمت عملها، ومنه قوله تعالى: ﴿فقضاهن سبع سماواتٍ﴾ [فصلت: ١٢] أي خلقهن وصنعهن صنعًا محكمًا. ومنها قطع الشيء بإحكامٍ، وأنشد لأبي ذؤيبٍ الهذلي: [من الكامل]


الصفحة التالية
Icon