تناسب هذه الصفات الثلاث: العزة والجبروت والتكبر!
والثاني: أن يوصف به من يشبع بما ليس له ويتكلف ذلك، وهذا في أوصاف الناس كقوله تعالى: ﴿كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبارٍ﴾ [غافر: ٣٥] قرئ بإضافة القلب إليه. ويوصف القلب بالمتكبر، ولا يجوز أن يوصف بالثاني غير الباري تعالى: وجوز ذلك الراغب فقال: ومن وصف بالتكبر على الوجه الأول فمحمود. ثم قال: ويدل على أنه قد يصح أن يوصف الإنسان بذلك ولا يكون مذمومًا.
قوله: ﴿سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق﴾ [الأعراف: ١٤٦] فافهم أن التكبر فيها بحق سائغٍ، وفيه نظر لأنه من باب قوله: ﴿ومن يدع مع الله إلهًا آخر لا برهان له به﴾ [المؤمنون: ١١٧] إذا لا مفهوم لهذه الصفة، أو يكون فائدة قوله: ﴿بغير الحق﴾ أنهم لو سئلوا عن تكبرهم لأجابوا بأنه بغير حق كما قيل ذلك في قوله: ﴿ويقتلون الأنبياء بغير حق﴾ [آل عمران: ١١٢].
والكبر: كبر السن، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "كبر الكبر" أي قدموا الكبير منكم. والكبرياء: الترفع عن الانقياد والطاعة. وذلك لا ينبغي أن يوصف بها غير الله تعالى، ولذلك قال: ﴿وله الكبرياء﴾ [الجاثية: ٣٧] أي له خاصةً لا لغيره. وإليه أشار رسول الله ﷺ فيما حكاه عن ربه: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في شيءٍ منهما قصمته".
والكبار: مخففًا أبلغ من الكبير. وأنشد: [من البسيط]
١٣١٨ - كحلفةٍ من أبي دثارٍ... يسمعها لاهه الكبار
والكبار -مشددًا- أبلغ منه قال تعالى: ﴿ومكروا مكرًا كبارًا﴾ [نوح: ٢٢].