يلقاه منشورًا} [الإسراء: ١٣] والله تعالى عالمٌ بالأشياء لا يحتاج إلى كتبٍ، وإنما أراد إقامة الحجة عليهم. وفي الحديث: «لأقضين بينكما بكتاب الله» أي بحكمه وقضائه.
ك ت م:
قوله تعالى: ﴿ولا يكتمون الله حديثًا﴾ [النساء: ٤٢] جاء في الحديث عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: «إن المشركين إذا رأوا أهل القيامة لا يدخل الجنة إلا من لم يكن مشركًا، قالوا: ﴿والله ربنا ما كنا مشركين﴾ [الأنعام: ٢٣] فتشهد عليهم جوارحهم فحينئذ يودون ألا يكتموا الله حديثًا». وعن الحسن: «الآخرة مواقف ففي بعضها يكتمون وفي بعضها لا يكتمون». وقال غيره: «لا يكتمون الله حديثًا» تنطق جوارحهم. قلت: هذان القولان كالجواب عن سؤالٍ مقدرٍ يذكره الناس، وهو أنه تعالى قال في موضعٍ آخر: ﴿هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون﴾ [المرسلات: ٣٥ - ٣٦]. ونظير ذلك قوله: ﴿فوربك لنسألنهم أجمعين﴾ [الحجر: ٩٢] مع قوله: ﴿فيومئذٍ لا يسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌ﴾ [الرحمن: ٣٩].
وحقيقة الكتم ستر الشيء وتغطيته، وغلب في الحديث؛ يقال: كتمته كتمانًا وكتمًا. وقال بعضهم: الكتم والختم أخوان، أي متقاربان أو بمعنىً واحد. وفي الحديث: «وكان يدهن بالمكتومة». في «المكتومة» تفسيران أحدهما: أنه دهنٌ من أدهان العرب يجعل فيها الزعفران. والثاني: أنها ما جعل فيها الكتم المعروف. وفي الحديث: «بالحناء والكتم». والكتم يقال له الوسمة، والوسمة بسكون السين وكسرها.