٤ - وقال أبو العالية ومجاهدٌ: كل مقرٍّ بخلقه إياه وإن أشرك معه غيره كقوله تعالى: ﴿ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله﴾ [الزخرف: ٨٧].
٥ - وقيل: عني بالكره من قوتل وألجئ إلى أن يؤمن، وهذه الأقوال إنما تتمشى في حق من في الأرض دون من في السماء.
٦ - وقال ابن عباس: أسلموا بأحوالهم المنبئة عنهم وإن كفر بعضهم بمقالته وذلك هو الإسلام في الذر الأول حيث قال: ﴿ألست بربكم﴾ [الأعراف: ١٧٢]. وذلك هي دلائلهم التي فطروا عليها من العقل المقتضي لأن يسلموا. وإليه أشار بقوله: ﴿وظلالهم بالغدو والآصال﴾ [الرعد: ١٥].
٧ - ونقل الراغب عن بضع الصوفية أن من أسلم طوعًا هو من طالع المثيب والمعاقب لا الثواب والعقاب. ومن أسلك كرهًا هو من طالع الثواب والعقاب فاسلم رغبةً ورهبةً، ونحو هذه الآية قوله تعالى: ﴿ولله يسجد من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا﴾ [الرعد: ١٥].
قوله: ﴿لا يحل لكم إن ترثوا النساء كرهًا﴾، قيل: كان الرجل في الجاهلية إذا مات وترك امرأة وله ولدٌ ذكرٌ أمسكها بعقد أبيه الأول حتى تموت، فيرث منها ما ورثته من أبيه ويقول: أنا أحق بامرأته. وقيل: بل كان إذا تركها وله ورثةٌ فإن سبق واحدٌ منهم إليها وألقى عليها رداءه أو ثوبه فهو أحق بها أن ينكحها بمثل مهر مورثه، أو ينكحها غيره ويكون مهرها له. وهذه أحكامٌ جاهليةٌ طهر الله دينه منها بشرعه القويم على لسان نبيه الكريم.
قوله: ﴿حملته أمه كرهًا ووضعته كرهًا﴾ [الأحقاف: ١٥] يجوز أن يكون حالًا من أمه إما على المبالغة أو على حذف مضافٍ أي ذات كرهٍ، أو على أنه بمعنى