مكرهةً، وأن يكون نعتًا لمصدرٍ محذوفٍ أي حملًا مكرهًا. والمراد ما يحصل لها من الثقل وعدم النهوض حال حملها لاسيما إذا قاربت الوضع وجدت مشقةً لثقله، ولذلك قال تعالى: ﴿فلما أثقلت﴾ [الأعراف: ١٨٩] أي صارت ذات ثقلٍ.
ويقال: كرهت الشيء أكرهه كرهًا وكراهةً وكراهيةً. والكراهة -غالبًا -ما لا إثم فيه، وقد يراد بها الحرام.
فص الكاف والسين
ك س ب:
قوله تعالى: ﴿لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت﴾ [البقرة: ٢٨٦] أتى باللام في جانب الكسب وبـ «على» في جانب الاكتساب لفائدةٍ جليلةٍ وهي التنبيه على مزيد كرمه وتطاول فضله، من حيث إنه تعالى يعيد للإنسان ما ينسب إلى كسبه، وإن لم يكن منه تعاطٍ لذلك ولا مباشرة، بل إذا كان سببًا في شيء عد ذلك كسبًا له، حتى الولد الصالح جعل من كسبه، فيثاب بأعمال ولده الصالحات، وأما ما يؤاخذ به وهو الذي عبر عنه بأنه عليه فلم يؤاخذ به إلا إذا كان له فيه عملٌ ومباشرةٌ وافتعالُ؛ ألا ترى أن الافتعال يؤذن بالاهتمام بالفعل، بخلاف مجرد الفعل، فاللام غالبًا لما يجب بخلاف على. وإنما استظهرت تعاليًا لقوله تعالى: ﴿وإن اسأتم فلها﴾ [الإسراء: ٧].
وقيل: الكسب ما يتحراه من المكاسب الأخروية، والاكتساب ما يتحراه من المكاسب الدنيوية. وقيل: عنى بالكسب ما يفعله الإنسان من فعل خيرٍ، وجلب منفعةٍ إلى غيره، والاكتساب ما يحصله لنفسه من نفعٍ، فنبه على أن ما يفعله الإنسان لغيره من نفع ليوصله إليه فله الثواب، وأن ما يحصله لنفسه وإن كان متناولًا من حيث يجوز على الوجه، فقلما ينفك من أن يكون عليه، إشارةً إلى ما قيل: «من أراد الدنيا فليوطن نفسه على المصائب».


الصفحة التالية
Icon