جامعةً. والكفت: الضم والجمع، وكل شيءٍ كفته فقد جمعته، وفي الحديث: «اكتفوا صبيانكم بالليل» أي ضموهم، وفي رواية «كفوا» وهو بمعنى الأول وتفسيرٌ له. والكفات قيل: هو اسم ما يكفت فيه نحو الجراب، وأنشد لصمصامة بن الطرماح: [من الوافر]

١٣٥٠ - وأنت اليوم فوق الأرض حيًا وأنت غدًا نضمك في كفات
وحينئذ لابد من ناصب لأحياء، وهو مقدرٌ: يكفت أحياء. وقيل: بل هو مصدرٌ كالقيام، فأحياءً منصوبٌ به، ولكن لابد من تجوزٍ في وقوع المصدر عليها، وفيه التآويل المشهورة، أي ذات كفاتٍ أو نفس الكفات مبالغةً أو كافاته. ومعنى كونها كفاتًا لهم أنها تضم الأحياء على ظهرها والأموات في بطنها. وقيل: معناه تضم الأحياء التي هي الإنسان والحيوان والنبات، والأموات التي هي الجمادات من الأرض والماء وغير ذلك. قلت: وعلى هذا فأحياءً وأمواتًا بذلٌ من كفاتًا بيانًا له. وقيل: أحياءً مفعولٌ به ثانٍ على حذف مضافٍ؛ أي ذات أحياء وأمواتٍ، وكفاتًا حالٌ أيضًا، وقد تكلمنا عليه بأوسع من هذا في «الدر».
والكفات -أيضًا -: الطيران السريع، وحقيقته قبض الجناح للطيران كقوله: ﴿أولم يروا إلى الطير فوقهم صافاتٍ ويقبضن﴾ [الملك: ١٩] فالقبض هنا كالكفات هناك.
والكفت: السوق الشديد؛ قال الراغب: واستعمال الكفت في سوق الإبل كاستعمال القبض فيه، كقولهم: قبض الراعي الإبل. وكفت الله فلانًا إلى نفسه كقولهم قبضه إليه، وفي الحديث: «رزقت الكفيت». قيل: ما أكفت به من معيشتي، وقيل: القوة على الجماع، وقيل: أنزلت إليه قدرٌ أكل منها فقوي على الجماع، ويؤيده في حديث آخر: «فأتاني جبريل بقدرٍ يقال لها الكفيت» قال بعضهم: الكفيت القدر، ولم


الصفحة التالية
Icon