يقيدها. والكفت: القدر الصغير. قلت: هذا من قبيل ما زيادة اللفظ فيه تدل على زيادة المعنى. وقد حققناه في «الرحمن الرحيم». ومن أمثالهم: «كفتٌ إلى وئيةٍ» الكفت: القدر الصغير كما تقدم. والوئية: القدر الكبير، يضرب مثلًا لمن يحمل غيره مكروهًا ثم يزيده. قلت: وإنما سميت القدر بالكفيت والكفت لأنها تضم وتجمع ما يكفي فيها.
ك ف ر:
قوله تعالى: ﴿إن الذين كفروا﴾ [آل عمران: ٤]. الكفر أصله التغطية والستر. وسمي الكافر الشرعي كافرًا لأنه ستر الحق وغطى عليه. وسمي الليل كافرًا لستره الأشياء بظلامه. وأنشد لثعلبة: [من الكامل]
١٣٥١ - فتذكرا ثقلًا رثيدًا بعدما | ألقت ذكاء يمينها في كافر |
١٣٥٢ - في ليلةٍ كفر النجوم غمامها
وسمي الزراع كافرًا لستره البذر بالتراب. ومنه في أحد القولين قوله تعالى: ﴿أعجب الكفار نباته﴾ [الحديد: ٢٠] أي الزراع. والثاني أنهم الكفار شرعًا. ومنه -أيضًا - الكافور وهو اسم أكمام الثمرة التي تكفرها، وأنشد: [من الرجز]
١٣٥٣ - كالكرم إذا نادى من الكافور
وكفر النعمة: سترها بعدم أداء شكرها لأنه إذا شكرها نوه بذكرها فأظهرها، وإذا كتمها ولم يشكرها فقد سترها وغطاها. وغلب الكفر في تغطية الحق والدين، والكفران