١٤٠٤ - قد كاد من طول البلى أن يمصحا
أو نادر كقولٍ عمر رضي الله عنه: «ما كدت أن أصلي العصر». ويستعمل منها المضارع دون الأمر؛ قال تعالى: ﴿يكاد سنا برقه﴾ [النور: ٤٣]. وندر كون خبرها اسمًا مفردًا، وأنشد لتأبط شرًا: [من الطويل]

١٤٠٥ - فأبت إلى فهمٍ وما كدت آيبًا وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
وزعم بعضهم أنها إذا نفيت كان الكلام إثباتًا، وإذا لم تنف كان نفيًا، حتى ألغزوا ذلك في بيتين وهما: [من الطويل]
١٤٠٦ - أنحوي هذا العصر ما هي لفظة... جرت في لساني: جرهم وثمود؟
إذا نفيت والله أعلم أثبتت وإن أثبتت قامت مقام جحود؟
وعنوا بذلك ما ذكرته كأنهم قد توهموا من قوله تعالى: ﴿فذبحوها وما كادوا يفعلون﴾ [البقرة: ٧١]. هذا الحكم ليس بصحيحٍ لأن نفي المقاربة أبلغ من نفي الفعل، إلا ترى إلى قوله: ﴿لم يكد يراها﴾ [النور: ٤٠] أبلغ من: لم يرها، ولذلك رد الحذاق على ذي الرمة قوله، وقد اعترض عليه، في قوله: [من الطويل]
١٤٠٧ - إذا غير النأي المحبين لم يكد رسيس الهوى من حب مية يبرح
فإنه لما اعترض عليه بهذا وقيل له: فقد برح، فغيره إلى قوله: لم يكد قال الحذاق: إن قوله الأول أصوب لما ذكرته لك. وأما الجواب عن قوله: ﴿وما كادوا يفعلون﴾ فمن وجهين؛ أحدهما أنه على وقتين، أي ذبحوها في وقت ولم يذبحوها في آخر. والثاني أنه منبهة على عسر ذبحهم.
وزعم الأخفش أنها تزاد مستدلًا بقوله: ﴿إن الساعة آتية أكاد أخفيها﴾ [طه: ١٥]


الصفحة التالية
Icon