نفسه أن يموت فوفي بنذره. وفي الحديث: ((طلحة ممن قضي نحبه)). وذلك أنه وعد أن يصدق أعداء الله في القتال فوفي بذلك. وتعبيرهم بذلك عن الموت كالتعبير عنه: قضي أجله، واستوفى أكله، وقضي من الدنيا وطره.
والنحاب: السعال. والنحيب: البكاء معه صوت. وتناحب القوم: تواعدوا القتال وغيره. وتناحبوا: تراهنوا. وتناحبوا: تفاخروا. وتناحبوا: تنافروا لمن يحكم بينهم. ومنه قول طلحة لابن عباس: ((أناحبك وترفع النبي صلي الله عليه وسلم؟)) وفي الحديث ((لو يعلم الناس ما في الصف الأول لاقتتلوا عليه، وما تقدموا إلا بنحبة)) أي بقرعة. والتناحب: القمار لما فيه من المساهمة.
ن ح ت:
قوله تعالى: ﴿وتنحتون منة الجبال بيوتا﴾ [الأعراف: ٧٤] النحت: الأخذ من الشيء لتجعله على صورة مخصوصة، كنحت النحيت والصنم والبيت من خشب وحجر ونحوهما. ويكون في الأجسام الصلبة المحتملة لذلك. وقد يتجوز به في غيرها. ومنه قول النحاة في باب النسب، مسألة النحت وهو أن يأخذوا من مجموع اسمين لفظًا، ينحتونه ثم ينسبونه إليه، كقولهم في النسب إلى امرئ القيس: مرقسي، وإلى عبد القيس: عبقسي، وإلى عبد شمس: عبشمي. وأنشدوا: [من الطويل]
١٦٠٥ - وتضحك مني شيخه عبشمية | كأن لم ترى قبلي أسيرًا يمانيا |
والنحاتة: مايسقط من الشيء المنحوت. والنحيت: الشيء المنحوت. والنحيتة: الطبيعة التي جبل عليها الآدمي، وطبع عليها كأنه نحت عليها، كما أن الغريزة ما غرز عليها الإنسان. وهو مجاز عن اتخاذه وخلقه كذلك.