بفعله. وأيضًا لاشتقاق النحل الذي هو الذباب المعروف، لما في فعله من إعطاء العسل الحكم الإلهي. ويجوز أن يكون بالعكس كما تقدم تحريره.
ن ح ن:
قوله تعالى: ﴿وإنا نحن نحيي ونميت﴾ [الحجر: ٢٣] نحن ضمير مرفوع منفصل يكون للمتكلم، ومعه غيره كقوله حكاية عن قوم بلقيس: ﴿نحن أولو قوةٍ﴾ [النمل: ٣٣] ويكون للمعظم نفسه كقوله: ﴿إنا نحن نزلنا الذكر﴾ [الحجر: ٩] ﴿إنا نحن نحيي ونميت﴾ إلى غير ذلك.
قال الراغب: وما ورد في القرآن من إخبار الله عن نفسه بقوله: ﴿نحن﴾ فقد قيل: هو إخبار عن نفسه وحده، لكن يخرج ذلك مخرج الإخبار الملوكي. وقال بعض العلماء: إن الله تعالى يذكر مثل هذه الألفاظ، إذا كان الفعل المذكور بعده يفعل بواسطة بعض ملائكته أو بعض أولياته. فيكون ((نحن)) عبارًة عنه تعالى وعنهم، وذلك كالوحي ونصرة المؤمنين وإهلاك الكافرين. ونحو ذلك.
وقوله تعالى: ﴿ونحن أقرب إليه منكم﴾ [الواقعة: ٨٥] يعني وقت المحتضر حين يشهده الرسل المذكورون. في قوله: ﴿توفاهم [الملائكة]﴾ [النساء: ٩٧] وقوله ﴿إنا نحن نزلنا الذكر﴾ فما كان ذلك بواسطة القلم واللوح وجبريل كالوحي ونصرة المؤمنين وإهلاك الكافرين، ونحو ذلك مما تتولاه الملائكة المذكورون بقوله: ﴿فالمدبرات أمرًا فالمقسمات أمرًا﴾ [الذاريات: ٤].
فصل النون والخاء
ن خ ر:
قوله تعالى: ﴿كنا عظامًا نخرة﴾ [النازعات: ١١] أي بالية. من قولهم: نخرت الشجرة، أي بليت حتى سمع فيها نخير الريح، أي صوتها. يقال: نخر ينخر نخرًا ونخيرًا، فهو نخر، أي بلي ورم. وقد قرئ ﴿ناخرًة﴾ وذلك نحو: حذر وحاذر. وقد قرئ