١٦١٦ - ألم تعلمي أن قد تفرق قلبنا... خليلا صفاءٍ: مالك وعقيل؟
ولما مات سيدنا رسول الله ﷺ تمثلت فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها بقول متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكًا: [من الطويل]
١٦١٧ - وكنا كندماني جذيمة، حقبة... من الدهر، حتى قيل: لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكًا | لطول اجتماعٍ، لم نبت ليلةً معًا |
وقوله تعالى: ﴿وأسروا الندامة﴾ [يونس: ٥٤] أي لم يظهروا تلهفهم على ما فرطوا، خوفًا من شماتة الأعداء، نظرًا إلى قوله: [من الكامل]
١٦١٨ - والموت دون شماتة الأعداء
ن د ي:
قوله تعالى: ﴿يوم ينادي المنادي﴾ [ق: ٤١] قيل: هو إسرافيل ينادي بصوتٍ عظيمٍ يسمعه كل أحدٍ: أيتها الأجسام البالية، والعظام الناخرة، قوموا لحساب رب العالمين.
والنداء في الأصل: رفع الصوت بطلب من ينادي. وله حروف مخصوصة مذكورة في كتب العربية. وقد يقال: النداء، للصوت المجرد. ومنه قوله تعالى: ﴿إلا دعاء ونداءً﴾ [البقرة: ١٧١] أي لا يعرف إلا الصوت المجرد، دون المعنى الذي يقتضيه تركيب الكلام.
قوله: ﴿إذ نادى ربه نداءً خفيًا﴾ [مريم: ٣] أي دعاه واستغاث به. وإنما أخفاه، لأن إخفاء الدعاء مطلوب لبعده عن الشوائب. وقيل: إنما أخبر عنه بالنداء منبهة على أن الداعي استقصر نفسه، وهضمها تواضعًا لربه تعالى. والأنبياء عليهم الصلاة والسلام أعرف بمقام الحق وأخوف الناس منه مع أنهم أقربهم إليه. وعبر الراغب هنا بعبارةٍ سيئةٍ،