من أعمال العباد لهم، من: نشرت الثوب. قوله تعالى: ﴿والناشرات نشرًا﴾ [المرسلات: ٣] قيل: هي الرياح تنشر السحاب، أي تبثها وتسوقها. وقيل هي الملائكة التي تنشر الرياح. وقال الفراء: هي الرياح تأتي بالمطر. وقوله: ﴿يرسل الرياح نشرًا بين يدي رحمته﴾ [النمل: ٦٠]، قيل: هو جمع نشورٍ، نحو رسولٍ ورسلٍ. ويقال: نشرت الرياح نشرًا، أي صرت. وأنشد لجرير: [من الكامل]

١٦٤٠ - نشرت عليك فذكرت بعد البلى ريح يمانية بيومٍ ماطر
وقرئ ﴿بشرى﴾ بالباء الموحدة.
قوله: ﴿وجعل النهار نشورًا﴾ [الفرقان: ٤٧] أي ذا نشورٍ، تنتشر الناس في حوائجهم ومتصرفاتهم، أي جعله محلاً للانتشار وابتغاء الرزق، لقوله في موضعٍ آخر: ﴿ولتبتغوا من فضله﴾ [النحل: ١٤]. قوله: ﴿وإليه النشور﴾ [الملك: ١٥] أي المبعث والمرجع إليه تعالى. يقال: أنشر الله الموتى فنشروا. قال الشاعر: [من السريع]
١٦٤١ - يا عجبًا للميت الناشر
ويقال: نشر الله الميت، أيضًا من نشر الثوب، كما قال الشاعر: [من الوافر]
١٦٤٢ - طوتك خطوب دهرك بعد نشرٍ كذاك خطوبه طيًا ونشرا
قوله: ﴿ثم إذا أنتم بشر تنتشرون﴾ [الروم: ٢٠] أي تتفرقون في حوائجكم، وتتصرفون في متقلباتكم. وقرئ ﴿وإذا قيل انشروا فانشروا﴾ [المجادلة: ١١] أي تفرقوا عن مجالسكم. قوله: ﴿كذلك النشور﴾ [فاطر: ٩] أي مثل ذلك إحياء الموتى وبعثهم. قوله: ﴿كيف ننشزها﴾ [البقرة: ٢٥٩] من ذلك، أي كيف نحييها ونبعثها؟


الصفحة التالية
Icon