ن ص ت:
قوله تعالى: ﴿وأنصتوا﴾ [الأعراف: ٢٠٤] قيل: معناه اسكتوا سكوت المستعمين. ونصت وأنصت بمعنىً واحدٍ. ويكون نصت متعديًا. وفي حديث طلحة: «أنصتوني» يقال: أنصته وأنصت له، نحو: نصحته ونصحت له. قاله الهروي وقال الراغب: الإنصات: الاستماع إلى الصوت مع ترك الكلام، قلت: لولا قوله: مع ترك الكلام كان تكريرًا في الآية الكريمة، ولذلك لم يفسره غيره إلا بالسكوت. قيل: هو من باب قوله: ﴿صلوات من ربهم ورحمة﴾ [البقرة: ١٥٧] لاختلاف اللفظ. قال: وقال بعضهم: يقال: للإجابة إنصات. قال: وليس ذلك بشيءٍ، لأن الإجابة تكون بعد الإنصات، وإن استعمل فيه فذلك حث على الاستماع لتمكن الإجابة.
ن ص ح:
قوله تعالى: ﴿وهم له ناصحون﴾ [القصص: ١٢] أي صادقون فيما يشيرون به عليه. قال أبو زيدٍ: نصحته: صدقته. قوله: ﴿توبوا إلى الله توبةً نصوحًا﴾ [التحريم: ٨] أي صادقةً. وقال الراغب. النصح: يجري مجرى فعلٍ أو قولٍ فيه صلاح صاحبه. وهو من قولك نصحت له الود، أي أخلصته. وناصح العسل: خالصه، أو من قولهم: نصحت الجلد: خطته، والناصح: الخياط، والنصاح: الخيط. والتوبة النصوح من أحد هذين الوجهين؛ إما الإخلاص وإما الإحكام. ويقال: نصوح ونصاح مثل ذهوبٍ وذهاب وأنشد: [من الطويل]
١٦٤٧ - أحبك حبًا خالطته نصاحة
وقد قرئ: ﴿توبة نصوحًا﴾ [التحريم: ٨] بفتح النون وضمها؛ وقال الزجاج: «توبة نصوحًا» أي بالغةً في النصح، وهو مأخوذ من النصح وهو الخياطة، كأن الغضبان