لا يخاف أن يظلم فيحمل ذنب غيره، ولا يهتضم فينقص من حسناته. ومنه دواء يهضم الطعام، أي ينقص ثقله. ويقال: هضمته، واهتضمته، وتهضمته، أي نقصته حقه. وأنشد للمتوكل الليثي: [من الكامل]

١٧٣٨ - إن الأذلة واللئام لمعشر مولاهم المهتضم المظلوم
قيل: والظلم والضهم متقاربان. وفرق الماوردي فقال: الظلم منع جميع الحق، والهضم منع بعضه. وعن بشرين المفضل، وقد قال لابنه: "لم تشرب النبيذ؟ فقال: إنما أشرب القدح والقدحين لينهضم طعامي. قال: والله لدينك أهضم".
قوله تعالى: ﴿ونخل طلعها هضيم﴾ [الشعراء: ١٤٨] قال أبو عبد الله: هو المنضم في وعائه قبل أن يظهر. ومنه: رجل أهضم الجنبين، أي منهضمهما. هذا قول اللغويين، وفسره مجاهد: أي يتهشم تهشمًا. وقول أهل اللغة أوفق لمعنى الآية. وقال أبو القاسم: الهضم: شدخ ما فيه رخاوة؛ يقال: هضمته فانهضم، كالفضبة المهضومة التي يرمز بها. ومزمار مهضم. وقوله: "طلعها هضيم" أي داخل بعضه في بعضٍ، كأنها شدخ. قلت: وفي هذا الكلام جمع بين قول أهل اللغة وقول مجاهد.
والهاضوم: ما يهضم الطعام. وبطن هضوم، وكشح مهضم، وامرأة هضيمة. واستعير الهضم للظلم، قال تعالى: ﴿فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا﴾.

فصل الهاء والطاء


هـ ط ع:
قوله تعالى: ﴿مهطعين إلى الداع﴾ [القمر: ٨] أي مسرعين. يقال: أهطع يهطع إهطاعًا، فهو مهطع، أي سريع الإجابة لداعي رب العالمين. وقال ثعلب: المهطع الذي ينظر في ذل وخشوع لا يقلع بصره. يقال: هطع الرجل ببصره: إذا صوبه. وبعير مهطع: إذا صوب عنقه، والظاهر الأول لقول الشاعر: [من البسيط]


الصفحة التالية
Icon