الغني ظلم".
ووجد يقال بمعانٍ، وفرقوا بينها بمصادرها فقالوا: وجد زيد، أي صار غنيًا، وجدانًا وجدةً. قال الراغب: وقد حكي فيه الوجد والوِجد والوُجد. ووجد الضالة وجدانًا ووجودًا. ووجد عليه السلطان، أي غضب، وجدًا وموجدةً. ووجدت زيدًا عالمًا، أي ظننته، أي علمته وجدًا. ووجد فلان بفلانة وجدًا، أي أحبها. ومنه الحديث عن ابن عمر: قال أبو صرد في صفة عجوزٍ: "ما بطنها بوالدٍ ولا زوجها بواجدٍ" أي غير محب لها.
وقال الراغب: الوجود أضرب: وجود بإحدى الحواس الخمس، نحو وجدت زيدًا، ووجدت طعمه ولونه وصوته وريحه وخشونته. ووجود بقوة الشهوة نحو: وجدت الشبع.
ووجود بقوة الغض كوجود الحزن والسخط. ووجود بالعقل وبواسطة العقل كمعرفة الله تعالى ومعرفة النبوة وما نسب إلى الله تعالى من الوجود. فبمعنى العلم المجرد إذ كان الله منزهًا عن الوصف بالجوارح والآلات نحو قوله تعالى: ﴿وما وجدنا لأكثرهم من عهدٍ وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين﴾ [الأعراف: ١٠٢] وكذا العموم يقال على هذه الأوجه. وقوله: ﴿إني وجدت امرأة تملكهم﴾ [النمل: ٢٣] وقوله: ﴿وجدتها وقومها يسجدون للشمس﴾ [النمل: ٢٤] انتهى. وفيه نظر؛ إذ البصر كافٍ في تجويز الإخبار بذلك دون البصيرة، لأنه إخبار بسجودٍ، وذلك يدرك بحاسة البصر.
وقد قسم بعضهم الموجودات إلى ثلاثة أضربٍ: ضربٍ لا مبدأ له ولا منتهى، وليس ذلك إلا للباري تعالى. وموجود له مبدأ ونهاية، وهو الجواهر الدنيوية. وموجود له مبدأ ولا منتهى له، وهو الموجود في النشأة الآخرة.
وج س:
قوله تعالى: ﴿فأوجس في نفسه خيفة﴾ [طه: ٦٧] أي أحس. وهو قريب من