فالوزر: ما لجأت إليه من جبلٍ حصنٍ ونحوهما. والوزر: الذنب؛ سمي بذلك تشبيهًا بالجبل في ثقله لأنه يثقل صاحبه. قوله تعالى: ﴿ووضعنا عنك وزرك﴾ [الشرح: ٢] كقوله: ﴿ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر﴾ [الفتح: ٢]. وقيل: معناه لم يجعل لك وزرًا أصلا. ً قوله تعالى: ﴿ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم﴾ [النحل: ٢٥] كقوله: ﴿وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم﴾ [العنكبوت: ١٣]. قال بعضهم: وحمل وزر الغير في الحقيقة هو على نحو ما أشار إليه عليه الصلاة والسلام بقوله: "ومن سن سنه سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها" وإلا فنفس وزر الغير غير آخر. وهذا يوضح عدم المباينة بين هذه الأمة ونحوها وبين قوله: ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾ [الأنعام: ١٦٤] ونحوه. والهاء في قوله: ﴿وازرة﴾ قيل: لتأنيث النفس، والتقدير: نفس وازرة. وقيل: للمبالغة كراوية، والمعنى: لا تؤخذ نفس وازرة بذنب أخرى.
وأصل الوزر: الحمل؛ يقال: وزر يزر. أي حمل دينًا أو شيئًا ثقيلاً. ومنه: ﴿ألا ساء ما يزرون﴾ [الأنعام: ٣١]. قوله: ﴿واجعل لي وزيرًا﴾ [طه: ٢٩] أي معينًا. والوزير: فعيل بمعنى مفاعل كالجليس والخليط بمعنى المجالس والمخالط. سمي بذلك لمعاونته الملك. وقيل: لأنه يحمل أثقال الملك وأعباءه. وقيل: لتحمله أوزارة الملك. وقيل: لأنه ملجأ لقاصديه. وقيل هو مأخوذ من الأزر، أي القوة من قوله: ﴿فآزره فاستغلظ﴾ [الفتح: ٢٩]. ومنه: لأنصرنك نصرًا مؤزرًا، أي مقوى. فيجوز أن يكون أبدلت الواو من الهمزة، وأن تكون العين نحو أوجب ووجب، وأكدت ووكدت. قوله: ﴿حتى تضع الحرب أوزارها﴾ [محمد: ٤] أي آلاتها كقول الشاعر: [من المتقارب]
١٨١٠ - وأعددت للحرب أوزارها | رماحًا طوالاً وخيلاً ذكورا |