العباس قبحه الله حاكى رسول الله ﷺ من خلفه، فلما علم قال: "كذا فليكن" فأصابه وزع مكانه، ولعذاب الآخرة أشق.
وز ن:
قوله تعالى: ﴿والوزن يومئذ الحق﴾ [الأعراف: ٨] قال مجاهد: الوزن: القضاء بالعدل. قال السري: توزن الأعمال. وقد اختلف المتأولون في ذلك؛ فقال بعضهم: هذا عبارة عن القضاء بالحق وعدم الظلم. وعبر بذلك لأن الناس يتعارفون أن الوزن أعدل شيءٍ. والحق أن ذلك على حقيقته. وفي الحديث الصحيح ما يؤيده كحديث النظافة وغيرها. وأن له كفتين ولسانًا.
والوزن في الأصل معرفة قدر الشيء بهذه الآلة الخاصة. يقال: وزنت زيدًا كذا، ووزنت له وزنًا وزنةً، نحو: وعدًا وعدةً. قوله تعالى: ﴿وإذا كالوهم أو وزنوهم﴾ [المطففين: ٣] في أحد القولين. وقيل؛ الوزن: التقدير، ومنه قوله تعالى: ﴿وأنبتنا فيها من كل شيءٍ موزونٍ﴾ [الحجر: ١٩] أي مقدر. ومنه: "نهى عن بيع الثمار حتى توزن" أي تقدر في الخرص. وذلك أن الخارص يحزر كم قدرها، فيكون كالوزن لها. وقيل: موزون كالمعادن نحو الذهب والفضة والنحاس والرصاص. وقيل: هو إشارة إلى كل ما أوجده تعالى وخلقه، وإنه خلقه باعتدالٍ كقوله: ﴿إنا كل شيءٍ خلقناه بقدرٍ﴾ [القمر: ٤٩]. قوله: ﴿ونضع الموازين القسط﴾ [الأنبياء: ٤٧] قيل: هو حقيقة وهو الصحيح، وقييل: عبارة عن عدله، وقد تقدم. ووصفها بالقسط وهو مفرد لكونه في الأصل مصدرًا، وفي موضعٍ: أتى بالميزان مفردًا اعتبارًا بالمحاسب، وفي مواضع بالجمع اعتبارًا بالمحاسبين.
وأصل الميزان واو فقلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. ولذلك لما تحركت في الجمع وزالت الكسرة قبلها رجعت إلى أصلها نحو ميقاتٍ ومواقيت، وميعادٍ ومواعيد. ويقال: ما لفلانٍ عندي وزن، أي قدر لخسته. ومنه: {فلا نقيم لهم يوم القيامة