وزنًا} [الكهف: ١٠٥]. قوله: ﴿ووضع الميزان﴾ [الرحمن: ٧] أي العدل. وعبر بالميزان لما تقدم من أنه أظهر الآلات في ذلك. وأنشد بعضهم للشيخ تقي الدين القشيري بن دقيق العيد رحمه الله تعالى: [من الكامل]

١٨١١ - والدهر كالميزان يرفع ناقصًا أبدًا ويخفض عالي المقدار
وإذا انتحى الإنصاف ساوى وزنه في العدل بين حديدة ونضار

فصل الواو والسين


وس ط:
قوله تعالى: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطًا﴾ [البقرة: ١٤٣] أي خيارًا، وذلك أن الوسط يحمى بالأطراف. ومنه قول الشاعر: [من البسيط]
١٨١٢ - كانت هي الوسط المحمي فانكشفت
بها الحوادث حتى أصبحت طرقا
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿قال أوسطهم﴾ [القلم: ٢٨] يعني طريقةً، أي أعدلهم وخيارهم. يقال: هو واسط قومه ووسطهم. وقد وسط وساطة وسطة. وقال الراغب: والوسط تارةً يقال فيما له طرفان مذمومان، كالجود الذي بين البخل والسرف، فيستعمل استعمال القصد المصون عن الإفراط والتفريط، فيمدح به نحو السواء والعدل نحو قوله تعالى: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطًا﴾، وعلى ذلك: ﴿قال أوسطهم﴾. وتارةً يقال فيما له طرف محمود وطرف مذموم كالخير والشر، ويكنى به عن الرذل نحو قولهم: فلان وسط من الرجال، تنبيه أنه خرج من حد الخير. وفي هذا الأخير نظر. والوسط في الأصل ظرف مكانٍ، وتصرفه قليل، ومنه قول الشاعر: [من الخفيف]


الصفحة التالية
Icon