الشهور. والمواطأة: الموافقة والمماثلة من وطئ الرجل برتجله موطئ صاحبه. فجعل لك كناية عن الموافقة والمواتاة. ومنه قوله تعالى: ﴿هي أشد وطأ﴾ [المزمل: ٦] أي موافقةً يوافق القلب فيها اللسان، لأن الليل محل الخلوة والجلوة. وقيل: لأن اللسان يواطئ فيها العمل، والسمع يواطئ فيها القلب. وقرئ في المتواتر: "وطاء"، قيل: معناه أبلغ في القيام وأوطأ للقيام. وقيل: أبغ في الثواب. وقيل: أغلظ على الإنسان من القيام بالنهار، لأن الليل محل الاستراحة من قولهم: شد وطاءته على بني فلانٍ. ومنه: "اللهم أشدد وطأتك على مضر".
قوله: ﴿ولا يطؤون موطئًا﴾ [التوبة: ١٢٠] من وطأ البلاد برجله. ويقال: وطئت البلاد أطؤها وطاءً ووطاء. وعلى هذا يتجوز أن تكون القراءتان المتقدمتان بمعنى. وقيل: الوطء هنا عبارة عن الأخذ والعقوبة. ومنه قوله تعالى: ﴿لم تعلموهم أن تطؤوهم﴾ [الفتح: ٢٥] أن تنالوهم بمكروهٍ. وقد وطئنا العدو وطاءً شديدًا. ومنه قول جريرٍ: [من الوافر]
١٨٢٠ - خصيت مجاشعًا وشددت وطئي
على أعناق تغلب واعتمادي
وفي حديثٍ آخر: "آخر وطأة لله بوج" وج: الطائف، وكانت آخر غزوةٍ غزاها صلى الله عليه وسلم، وهذا من الإخبار بالغيب. وفي الحديث: "أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسكنم أخلاقًا، الموطؤون أكنافًا" قال المبرد: هذا مثل، وحقيقته أن التوطئة التمهيد والتذليل. ومنه دابة وطيء وفراش وطيء، أي لا تحرك راكبها ولا ينبو جانبًا لراقدٍ