واستوفيته بمعنىً. وقال آخرون: "متوفيك" أي مستوفٍ كونك في الأرض. وقال القتيبي: قابضك من الأرض من غير موتٍ؛ وهذا قول الفراء المتقدم. قوله: ﴿وهو الذي يتوفاكم بالليل﴾ [الأنعام: ٦٠] فهذه التوفية إماتة. ومنه قول ذي الرمة: [من الوافر]

١٨٢٩ - رجيع تنائفٍ ورفيق صرعى توفوا قبل آجال الحمام

فصل الواو والقاف


وق ب:
قوله تعالى: ﴿ومن شر غاسقٍ إذا وقب﴾ [الغسق: ٣] الوقوب: الدخول. والغاسق: القمر. وقيل: هو الليل. فوقب هنا بمعنى أظلم. وفي الحديث: "إنه لما رأى الشمس قد وقبت قال: هذا حين حلها" أي غابت ودخلت. وحين حلها، أي وقت وجوب صلاة المغرب. والوقب كالنقرة في الشيء. ومعنى وقب في الأصل: دخل في الوقت. ثم عبر به عن الدخول في الشيء مطلقًا. والإيقاب: تغييبه. والوقيب: صوت قنب الدابة.
وق ت:
قوله تعالى: ﴿كتابًا موقوتًا﴾ [النساء: ١٠٣] أي فرضًا موقتًا لا بد منه. والموقت من الأشياء: ما جعل له وقت يفعل فيه. قال بعضهم: الوقت: نهاية الزمان المفروض للعمل. ولهذا لا يكاد يقال إلا مقيدًا نحو قولهم: وقت كذا: جعل له وقتًا. قال تعالى: ﴿إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا﴾، ﴿وإذا الرسل أقتت﴾ [المرسلات: ١١]. وقيل: معنى "أقتت" جعل لها وقت واحد لفصل القضاء بين الأمة. وقال ابن عرفة: جمعت للميقات، وهو يوم القيامة. وقوله تعالى: ﴿إن يوم الفصل كان ميقاتًا﴾ [النبأ: ١٧] أي مصير الوقت. ومنه قوله تعالى: ﴿ولما جاء موسى لميقاتنا﴾ [الأعراف: ١٤٣] أي الوقت الذي حددناه له. فالميقات: الوقت المضروب للشيء،


الصفحة التالية
Icon