تسلية له لأنه عليه الصلاة والسلام كان حريصًا على سعادتهم دنيا وأخرى. فأبوا إلا الشقاء. ونظيره: ﴿لست عليهم بمصيطرٍ﴾ [الغاشية: ٢٢].
قوله: ﴿أم من يكون عليهم وكيلًا﴾ [النساء: ١٠٩] قال الراغب: أي من يتوكل عنهم؟ وفي اللفظ نبو عن هذا. قال: والتوكيل يقال على وجهين؛ يقال: توكلت لفلانٍ بمعنى توليت له. ويقال: وكلته فتوكل لي. وتوكلت عليه: اعتمدته. قال تعالى: ﴿وعلى الله فليتوكل المؤمنون﴾ [التوبة: ٥١]. قوله: ﴿ألا تتخذوا من دوني وكيلًا﴾ [الإسراء: ٢] قال الفراء: أي كفيلًا. وهذا لم يرتضه الراغب؛ فإنه قال: وربما فسر الوكيل بالكفيل، والوكيل أعم لأن كل وكيلٍ كفيل وليس كل كفيلٍ وكيلًا.
وواكل فلان: ضيع أموره باعتماده على غيره. وتواكلوا: إذا اتكل بعضهم على بعضٍ. ورجل وكلة: إذا كان معتمدًا على غيره في أموره. وفي الحديث: «فتواكلا الكلام» أي اتكل كل منهما على صاحبه في ذلك. واتكل أصله اوتكل فقلبت الواو ياء وأدغمت في تاء الافتعال. فوزنه افتعل. والوكل: الجبان؛ قال الشاعر: [من البسيط]
١٨٣٧ - كائنٍ دعيت إلى بأساء داهيةٍ | فما انبعثت بمزؤود ولا وكل |
قوله تعالى: ﴿وعلى الله فتوكلوا﴾ [المائدة: ٢٣] أي كلوا أموركم إليه. يقال: توكل فلان بالأمر: إذا ضمن القيام به. ووكل فلان فلانًا، أي وكل أمره إليه يستكفيه إياه،