عمركم. والمادة تدل على الطول، ومنه: رجلٌ ماتعٌ أي طويلٌ. ومتع النهار: طال، وأمتع فلانٌ: طالت مدته. وأمتعني الله بك، أي أطال إيناسي ببقائك، وفي حديث الدجال: «يسخر له جبلٌ ماتعٌ» وفي حديث عمر: «بينما أنا جالسٌ في أهلي إذ متع النهار» وقيل: المتوع الامتداد والارتفاع، ومنه قول عمر: «إذ متع النهار» يقال: متع النبات.
والمتاع: انتفاعٌ ممتد [الوقت]. ويقال لكل ما ينتفع به في البيت وفي غيره: متاعٌ، ومنه قوله تعالى: ﴿ابتغاء حليةٍ أو متاعٍ زبدٌ مثله﴾ [الرعد: ١٧] وقوله: ﴿ولما فتحوا متاعهم﴾ [يوسف: ٦٥] قيل: طعامهم، وقيل: أوعية طعامهم، وكلاهما متاعٌ للانتفاع بهما.
ومتعة المطلقة: مما تنتفع به مدة عدتها. وقوله: ﴿ومتعوهن﴾ [البقرة: ٢٣٦] أي أعطوهن من النفقة ما ينتفعن به. ومنه: نكاح المتعة وذلك أنه كان الرجل ينكح المرأة مدةً معلومةً ينتفع بها فيها إذا مضت فارقها من غير طلاقٍ كالمستأجرة، وقال الراغب: هي أن الرجل كان يشارط المرأة على مالٍ معلومٍ يعطيها إلى أجلٍ معلومٍ، فإذا انقضى ذلك الأجل فارقها من غير طلاقٍ، وكيفما كان فنكاح المتعة باطلٌ وإن كان جائزًا في أول الإسلام فقد نسخ حكمه. وقد بينا مذاهب الناس فيه في «القول الوجيز»
وقوله: ﴿فمن تمتع بالعمرة إلى الحج﴾ [البقرة: ١٩٦] اختلف الناس في كيفية ذلك على ما بيناه في الكتاب المشار إليه، وحاصله أن فيه انتفاعًا للحاج بمعنى أن ينتفع باستباحته محظورات الإحرام تلك المدة إلى أن يحرم الحج بخلاف المفرد والقارن.
وكل موضع ذكر فيه تمتع الدنيا فعلى سبيل التهديد، وذلك لم فيه من التوسع والتنعم. قوله: ﴿قل متاع الدنيا قليلٌ﴾ [النساء: ٧٧] أي سائر انتفاعاتها بجميع الأشياء قليلٌ في جنب متاع الآخرة لكثرته كثرةً خارجةً عن الحد، ولكونه على صفةٍ لا يعلمها إلا الله ولو لم يكن فيه إلا سلامته من المنغصات والشوائب والمكدرات وانقطاعه في بعض الأوقات لكفى. قوله: ﴿ومتعناهم إلى حينٍ﴾ [يونس: ٩٨] يحتمل البقاء ويحتمل