[يوسف: ١٠٥] أي يتجاوزونها ويبصرونها، من قولك: مررت على فلانٍ إذا جزت عليه، والمشهور تعديته بحرف الجر على أو الباء، كقوله: [من الكامل]
١٥١٣ - ولقد أمر على اللئيم يسبني | فمضيت ثمت قلت لا يعنيني |
وقال تعالى:
﴿يمرون عليها﴾ وقد توسع فيه ضمن معنى المتعدي فنصب بنفسه، كقول الشاعر: [من الوافر]
١٥١٤ - تمرون الدار فلم تعوجوا | كلامكم علي إذا حرام |
قوله تعالى:
﴿فمرت به﴾ [الأعراف: ١٨٩] أي استمرت، أي قامت وقعدت، ولم تستثقل به. ولذلك فسره بعضهم شجعت، كأنه رأى بعده
﴿فلما أثقلت﴾ وقرئ مرت -بتخفيف الراء -من المرية وفي حديث الوحي:
«سمعت الملائكة مرار السلسلة على الصفا» المرار من الإمرار في الفتل. قال الهروي: ولو روي
«إمراراً» لكان حسنًا؛ يقال: أمررت الشيء: إذا جررته، وأنشد: [من الكامل]
١٥١٥ - ونقي بأمن ما لنا أحسابنا | ونجر في الهيجا الرماح وندعي |
قلت: ويؤيده ما في حديث آخر
«كإمرار الحديد على الطست الجديد»
قوله تعالى:
﴿وإذا مروا باللغو﴾ [الفرقان: ٧٢] أي اجتازوا، وفيه تنبيهٌ على أنهم إذا دفعوا بالقوة إلى اللغو كفوا عنه، وإذا سمعوا تصامموا عنه وإذا شاهدوا أعرضوا عنه.