قوله: ﴿مر كأن لم يدعنا﴾ [يونس: ١٢] أي ذهب ومثله في المعنى: ﴿وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه﴾ [الإسراء: ٨٣]
قوله: ﴿في كل عام مرةً أو مرتين﴾ [التوبة: ١٢٦] المرة: المدة من الزمان، وهي في الأصل مصدرٌ؛ فالمرة والمرتان كالفعلة والفعلتين، أطلقت على كل جزءٍ من الزمان. وفي الحديث: «ماذا في الأمرين من الشفاء؛ الصبر والثفاء» هذا بلفظ التثنية، والأمر بمعنى المر كالأثقل بمعنى الثقيل، فإذا قيل: كفيت منه الأمرين، أي الدواهي، قلت: الأمرين بلفظ جمع العقلاء.
وفي الحديث: «كره من الشاء شبعًا: الدم والمرار..» قال القتيبي: أراد المحدث أن يقول: الأمر وهي المصارين، فقال: المرار، وأنشد: [من الوافر]
١٥١٦ - فلا تهدي الأمر وما يليه | ولا تهدن معروق العظام |
م ر ض:
قوله تعالى: ﴿في قلوبهم مرضٌ﴾ [البقر: ١٠] أي نفاقٌ وأصل المرض الخروج عن اعتدال المزاج الصحيح الخاص بالإنسان، وذلك ضربان: مرضٌ جسمي، وهو المذكور في قوله: ﴿ولا على المريض حرجٌ﴾ [النور: ٦١] والثاني عبارةٌ عن الرذائل الكائنة في القلب كالبخل والجبن والجهل والحسد والنفاق من الرذائل الخلقية، أي المكتسبة بالانفعال. قال بعضهم: وتشبيه النفاق والكفر وغيرهما من الرذائل بالمرض إما لكونها مانعةً من إدراك الفضائل كالمرض والمانع للبدن من التصرف الكامل، وإما لكونها مانعةً من تحصيل الحياة الأخروية المشار إليها بقوله: ﴿وإن الدار الآخر لهي الحيوان﴾ [العنكبوت: ٦٤]، وإما لميل النفس به إلى الاعتقادات الرديئة لميل البدن المريض إلى الأشياء المضرة، قال: وتكون هذه الأشياء متصورة بصورة المرض؛ قالوا: دوي صدره،