إلي صاحبها من العشرة، ثم يذكر الوقوف مع التعليل لكل وقف منها، ثم يشرع في التفسير مبتدءا بذكر المناسبة وربط اللاحق بالسابق.. ثم بعد ذلك يبين معاني الآيات بأسلوب بديع يشتمل على إبراز المقدرات وإظهار المضمرات، وتأويل المتشابهات وتصريح الكنايات، وتحقيق المجازات والاستعارات، وتفصيل المذاهب الفقهية، مع التوجيه.. كذلك لم يكن يغفل التعليق على الآيات الكونية، ولا المسائل الكلامية والرد على الغلاة.. وقد رد على الشيعة استدلالهم بقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ [المائدة: ٥٤]، على ولاية علي رضي الله عنه، وهذا يدل دلالة واضحة على بطلان التهمة التي وجهت إليه بأنه متشيع (١).
[٨] تفسير الجلالين/ لجلال الدين المحلي ت ٨٦٤ نسبة إلي المحلة من أقاليم مصر، وجلال الدين السيوطي ت ٩١١ هـ نسبة إلي أسيوط.
وكان قد بدأ المحلي أولا التفسير من أول سورة الكهف إلي آخر سورة الناس، ثم ابتدأ يفسر في الفاتحة فاخترمته المنية ومات، فجاء السيوطي من بعده فمكمل التفسير من البقرة إلي آخر الإسراء ووضع الفاتحة من آخر تفسير المحلي لتكون ملحقة به، ولا يكاد الناظر يري كبير فرق بين أسلوب المحلي والسيوطي، فإن السيوطي قد تابع المحلي في اختصاره وعدم التوسع، وفي يسر العبارة وسهولتها، والبعد عن خلافات النحويين والفقهاء وأصحاب الكلام، حتى قال بعض علماء اليمن: عددت حروف القرآن وتفسير الجلالين فوجدتهما متساويين إلي سورة المزمل ومن سورة المدثر التفسير زائد على القرآن.. ومع هذا فالتفسير قيم في بابه من أكثر التفاسير تداولا وانتشارا.. وقد حشا عليه بعض العلماء الحواشي من أشهرها حاشية الصاوي على الجلالين، وحاشية الجمل على الجلالين - أيضا - (٢).
(٢) التفسير والمفسرون ١/ ٣١٥ - ٣١٩.