وبعد.. فهذه أهم كتب التفسير بالرأي الجائز وهناك سواها كثير يطول المقام بذكرها، وفي الغالب المناهج متقاربة مع اختلاف يسير.
ثانيا: النماذج التي تمثل المعاصرة في كتب التفسير بالرأي الجائز:
[١] تفسير المراغي/ لأحمد مصطفي المراغي - أستاذ الشريعة الإسلامية واللغة العربية بكلية دار العلوم - ونسبته إلي مراغة من صعيد مصر.
ألف الشيخ تفسيره لما اقتضته حاجة عصره من تبسيط العبارة، فهو يقول عن كتب التفسير السابقة إنها ألفت في عصور قد خلت بأساليب تناسب أهلها.. فرأينا مسيس الحاجة إلي وضع تفسير للكتاب العزيز يشاكل حاجة الناس في عصرنا في أسلوبه.. ومنهج الشيخ في تفسيره أنه يورد الآية أو الآيات ثم يقوم بشرح المفردات اللغوية، ثم يتبع ذلك بذكر المعنى الإجمالي للآيات ليتجلي للقارئ منها صورة مجملة، ثم يعقب ذلك بذكر ما ورد من أسباب النزول لهذه الآيات إن صح شيء منه، كذلك ضرب الشيخ صفحا عن مصطلحات العلوم، من نحو وصرف وبلاغة وأشباه ذلك مما أدخله المفسرون في تفاسيرهم فكان من العوائق التي حالت بين الناس وبين قراءة كتب التفسير، ومما تميز به تفسير المراغي:
أنه شبه خال تماما من الإسرائيليات، كما أنه في إيراد القصص القرآني عن أخبار الأمم الغابرة، يركز على استنباط الدروس والعبر ولا يستهويه الاستطراد في القصص والأخبار، ثم هو يهتمّ أيضا بالتعليق على الظواهر الكونية التي جاءت بها الآيات في أسلوب بديع بعيدا عن تعقيد النظريات العلمية، في ثوب يصل إلي القلب ويدعو إلي الإيمان، وهذا هو المقصود من لفت الأنظار بالآيات الكونية أصلا (١).

(١) انظر مقدمة تفسير المراغي ١/ ١٦ - ٢٠ ط دار إحياء التراث العربي - بيروت ١٣٦٥.


الصفحة التالية
Icon