وبالجملة فالكتاب مفيد جدا وبإمكان جميع الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية أن يتعاملوا معه ويستفيدوا منه إذا ما أرادوا ذلك، وقد تصفّحت الكتاب فوجدت الشيخ قد سار على هذا المنهج الذي أثبته في مقدمة تفسيره ولم يخلّ بشيء منه.
[٢] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: لعبد الرحمن بن ناصر السعدي - من علماء القصيم بالسعودية. ت ١٣٧٦ هـ
وطريقته فيه أنه يورد الآية ثم يقطّعها إلي أجزاء يعلق عليها جزءا جزءا بأسلوب موجز وعبارة سهلة بليغة وسرعان ما تترابط هذه الأجزاء وتمزج سبيكة واحدة لتعطي معنى الآية مكتملا، وهو برغم عبارته الموجزة يذكر الأحكام الفقهية ويرجّح ويبرز في كثير من الأحيان أسرار وحكم التعبير القرآني في الأنواع كأن يقول عبر بكذا ولم يعبّر بكذا لحكمة... ونحو ذلك.
كما أنه لا يدخل في إطالات الإعرابات النحوية إلا في النادر الذي يتوقف عليه المعني.
ويتميز هذا التفسير بترسيخ العقيدة السلفية وخصوصا في آيات الصفات، وبأسلوبه التربوي الذي ينمّي لدي القارئ القيم الأخلاقية الفاضلة التي حض عليها الإسلام.
ولا ننسي أن نقول إن الشيخ - رحمه الله - طبّق تطبيقا عمليا أصول التفسير التي كتبها في كتابه القيم (القواعد الحسان في تفسير القرآن) وهو يدوّن تفسيره هذا.
وبالجملة فهذا التفسير من أنفع التفاسير التي تناسب أوساطا كثيرة من أبناء المسلمين اليوم وليس يعني أنه للعامة بل إن المتخصص سيجده - أيضا - في مستواه (١).

(١) انظر تفسير السعدي - رحمه الله - (من صفحات مختلفة منه) ط المكتبة العصرية - بيروت.


الصفحة التالية
Icon