[٤] التفسير الوسيط للقرآن الكريم: للدكتور: محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف.
وهو تفسير رائع، سلك فيه الشيخ منهجا طيبا عصر فيه أقوال المفسرين السابقين، وأحسن سبكها في أسلوب رائق راق، مع استنباطات دقيقة وحكم خفية، تناسب حاجة العصر قال وهو يحرر منهجه: ((وستلاحظ خلال قراءتك أنني كثيرا ما أبدأ بشرح الألفاظ القرآنية شرحا لغويا مناسبا ثم أبين المراد منها - إذا كان الأمر يقتضي ذلك - ثم أذكر سبب النزول للآية أو الآيات إذا وجد وكان مقبولا، ثم أذكر المعنى الإجمالي للآية أو الجملة عارضا ما اشتملت عليه من وجوه البلاغة والبيان والعظات والآداب والأحكام.. مدعما ذلك مما يؤيد المعنى من آيات أخرى ومن الأحاديث النبوية ومن أقوال السلف الصالح وقد تجنبت التوسع في وجوه الإعراب واكتفيت بالرأي أو الآراء الراجحة إذا تعددت الأقوال،.. وذلك لأنني توخيت فيما كتبت إبراز ما اشتمل عليه القرآن الكريم من هدايات جامعة وتوجيهات نافعة، وأحكام سامية، وتشريعات جليلة، وآداب فاضلة وعظات بليغة...) (١).
وقد تتبعت الكتاب فوجدت الشيخ قد سار على المنهج الذي حرره ولم يخلّ به إلا في بعض الأحيان، وبالجملة هو كتاب ماتع يمتاز بسهولة أسلوبه، وكذلك بالتركيز على الحكم الدقيقة في الألفاظ القرآنية.
كما إن الكتاب يمتاز بحاسة التمحيص والتحقيق التي تمتع بها مؤلفه - حفظه الله - فهو شبه خال من الإسرائيليات، وإذا وردت آية كان تفسيرها محلّ نزاع بيّن هذا النزاع بيسر، ثم يخرج القارئ من حيرة الاختلاف بترجيح الرأي الراجح، كما يمتاز الكتاب بأسلوب المحاورة الشيقة الذي يدفع الملل عن القارئ، فكثيرا ما يفسّر الآية، ثم يطرح قائلا: (فإن قال قائل كذا...) (قلنا كذا) وغير

(١) انظر التفسير الوسيط ١/ ١٠ ط دار نهضة مصر - القاهرة ١٩٩٧ م.


الصفحة التالية
Icon