ذلك من اللطائف، والميزات والخصائص التي يقف عليها المطالع لهذا التفسير.
[٥] تفسير الشعراوي/ للشيخ: محمد متولي الشعراوي من علماء الأزهر الشريف - رحمه الله -:
وتفسيره هذا نسمة من فتوحات الرحمن على عباده، سماه الناس تفسيرا وسماه هو خواطر حول القرآن الكريم وقد سلك فيه الشيخ - رحمه الله - منهجا استقطب واسترعي كل انتباه، لبساطة أسلوبه، الذي يفهمه العامي البسيط، ويشتاق إليه المثقف صاحب الثقافة العالية، لما يجد فيه من لفتات تهزّ العواطف هزا تدعوها إلي الإيمان والتفكير، وهذا التفسير مقروء ومسموع من الشيخ على نفس المنهج، يبدأ الشيخ بمعنى إجمالي للآية، ثم يورد ما يفسرها من آيات القرآن والحديث والقصص والأخبار، مع ضرب الأمثلة البسيطة التي تقرب الفهم وتشعر بأن القرآن منهج حياة ملموس أثره في الواقع، وليس ترانيم تتلي في المعبد - كما تميز الكتاب بحرص مؤلفه على إبراز الحكم سواء في التعبيرات التي تشد الانتباه من نحو (لماذا قال: اهبطوا منها جميعا مع أنه ساعتئذ لم يكن إلا آدم وحواء؟، ويجيب فيقول: كأن الحق سبحانه وتعالى أراد أن يلفتنا إلي أن الخلق من ذرية آدم كانوا موجودين في ظهره.. خلقهم جميعا ثم صوّرهم جميعا) (وعند ما قال في هذه اللحظة وهي لحظة الهبوط إلي الأرض، سيبدأ منهج الله مهمته في الحياة وما دام هناك منهج وتطبيق فردي تكون المسئولية فردية ولا يأتي الجمع هنا...) (١).
ثم هو قليل الإيراد جدا للخلافات الفقهية والنحوية والعقائدية لأنه قصد بالكتاب تحريك المشاعر.. ويلاحظ أن الشيخ قد أتمّ هذا التفسير في إلقاءه وعرضه على الجماهير لكن المطبوع إلي الآن غير كامل بل هو إلي سورة الأنبياء.

(١) انظر: تفسير الشعراوي ١/ ٢٧٧ - ٢٧٨. ط أخبار اليوم - القاهرة ١٩٩١.


الصفحة التالية
Icon