غير مخلة ولا مملة مع بيان الكلمات الغامضة غموضا شديدا، وبيان أسباب النزول مع كل آية أثناء الشرح.
وهذا التفسير كان المؤلف قد قصد به العامة وأكثرية الناس.
وأما التفسير الوسيط (١) فقد كتبه الشيخ لمتوسطي الثقافة، وقد تتطابق عباراته في بعض المواضع من التفسيرين السابقين، ويمتاز التفسير ببساطته وعمقه في آن واحد، وفي الغالب حرص الشيخ فيه على وضع عناوين لكل مجموعة من الآيات، وهي مهمة جدا وتسهل على القارئ معرفة المحور الرئيسي الذي تدور حوله الآيات (٢).
جزي الله الشيخ خيرا، إذ استطاع أن يخاطب كل إنسان بما يناسبه من ألوان التفسير
[٩] في رحاب التفسير: للشيخ/ عبد الحميد كشك - رحمه الله - من علماء الأزهر الشريف.
وهو تفسير ممتاز ظهر فيه طبع مؤلفه وهو الوعظ المؤثر المدعّم بالأبيات الشعرية الهادفة والقصص، وفي الغالب يورد الآيات ثم يبين معاني المفردات ثم سبب النزول ثم يمضي مع الأنواع جزءا جزءا يسبكه بحيث يعطي معنى مكتملا وهو مع تأثره بالوعظ لم يغفل الجوانب الأخرى فقد تعرض للنواحي الفقهية في آيات الأحكام ببراعة وتفصيل معقول حتى إنه عند ما تعرض لآيات المواريث من سورة النساء وضح الآيات وساق مسائل حسابية لعمليات التوريث، ويركز الشيخ على قصص القرآن وبيان سنن الله تعالى المضطردة في الخلق،.. ويستطرد في بعض الأحيان في إيراد القصص المؤثر الهادف،... وبالجملة هو تفسير نافع محمود في بابه، أنصح به الدعاة والوعّاظ حيث تجد فيه مادة وعظية قيّمة
(٢) انظر: التفسير الوسيط ١/ ٦ - ٧ ط دار الفكر المعاصر - بيروت - مع دار الفكر - دمشق ١٤٢٢ هـ.