القرآن، ومن خلال هذا الرجوع تكون رصيد عظيم في تفسير القرآن من كلام من قيل له: وأَنْزَلْنا إِلَيْك الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ولَعَلَّهُمْ يَتَفَكرُونَ (٤٤) [النحل: ٤٤].
[٣] تفسير الصحابة: فهم الجيل الذي لم يشهد التاريخ له مثيلا في علمهم وإيمانهم وإدراكهم لأمور الحياة بنظرة واسعة، مع ما كانوا يتمتعون به من الفصاحة والمعرفة بأساليب القرآن.. ويلحق بهذا المصدر تفسير التابعين، فمن التابعين من تلقي التفسير كله عن الصحابة، كما قال مجاهد: (عرضت القرآن على ابن عباس أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها، ولهذا قال الثوري إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به، ولهذا كان يعتمد على تفسيره كثير من أهل العلم كالشافعي والبخاري وغيرهم) (١).
الثالثة: قيمة التفسير بالمأثور:
يمثّل التفسير بالمأثور قيمة علمية هامة تعتبر الأساس في فهم الوحي المبارك، فبرغم مرور الأيام تجد أشياء في فهم القرآن ليس للتفسير المأثور فيها قول واضح إلا أنه دائما يستأنس بالأقوال المأثورة فيما يتوصل إليه حسب ضوابط الاجتهاد في فهم القرآن.
وربما وجد من التفسير العلمي لبعض آيات القرآن الكريم ما يعضّد من التفسير المأثور تعضيدا واضحا، ومثال ذلك عند ما قرر الأطباء أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر رجعوا إلي التفسير المأثور فوجدوا الصحابة قد درسوا المسألة، ربما ليس من زاوية طبية فأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما القول بهذا (٢).
فالتفسير بالمأثور بمثابة ركيزة أساسية ورصيد ذاخر لكل من يريد التعرض لتفسير كتاب الله عز وجل.
(٢) انظر تفسير ابن كثير ٦/ ٢١٤.