قال تعالى: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ، وعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ، فاطِرَ السَّماواتِ والْأَرْضِ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا والْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِماً، وأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (١).
خلاصة ذكر التأويل في سورة يوسف، أنّ المرات الثمانية التي ذكرت فيها مقسمة علي الرؤي الثلاثة:
رؤيا يوسف عليه السلام وعلمه بتأويل الأحاديث: أربع مرات.
رؤيا السجينين، وتأويل يوسف لها: مرتان.
رؤيا الملك، وتأويل يوسف لها: مرتان.
وننظر في هذه الرؤي الثلاثة، وتأويل يوسف لها، كلّ واحدة علي حدة، لنعرف المراد بالتأويل في هذه الرؤي.
تأويل رؤيا يوسف:
أراد الله إكرام يوسف عليه السلام وهو صغير، فأراه رؤيا ذات دلالة، رأي في منامه سجود أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له، ولم يفهم يوسف عليه السلام عن مغزي رؤياه شيئا لصغر سنه، ولكنّ والده يعقوب عليه السلام علم مغزي الرؤيا، وإشارتها إلي مستقبل إيماني زاهر ليوسف، فلفت نظره إلي هذا المستقبل، ودعاه إلي استشرافه.
قال تعالى: إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً، والشَّمْسَ والْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلي إِخْوَتِكَ، فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً. إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ. وكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ، ويُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ، ويُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ، وعَلي آلِ يَعْقُوبَ، كَما أَتَمَّها عَلي أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وإِسْحاقَ. إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢).
(٢) سورة يوسف: ٤ - ٦.