٤ - قولُه تعالى: ﴿تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾؛ أي: تَرِدُ هذه الوجوهُ ناراً قد اشتدَّ حَرُّها، فتشويها بحرِّها.
٥ - قولُه تعالى: ﴿تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾؛ أي: تَسْقي ملائكةُ العذابِ هذه الوجوهَ الكافرةَ من ماءِ عينٍ قد بلغت حرارتُها أشدَّ ما يكون من الحرارة (١).
٦ - قولُه تعالى: ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ﴾؛ أي: ليس لهذه الوجوهِ الكافرةِ في النار طعامٌ يأكلونه إلاَّ نباتاً من الشَّوك، وهو الشِّبْرِقُ اليابس (٢).
_________
= خلافِ ذلك، فإرادةُ التقديمِ والتأخيرِ بمثل هذا الخطاب خلاف البيان، وأمرُ المخاطَب بفهمِه تكليفٌ لما لا يُطاق...». (انظر الوجوه الأخرى في دقائق التفسير: ٥/ ١٢٣ - ١٢٤).
(١) كذا فسَّر السلف: ابن عباس من طريق العوفي، والحسن من طريق أبي رجاء ومعمر، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق سعيد.
وفسَّرها ابن زيد، فقال: آنية: حاضرة، وقد وردَ عن مجاهدٍ من الطريق السابق تفسيره: «قد بلغت إنَاهَا، وحانَ شربها»، وعلى هذا فتفسيرها بحاضرةٍ تفسير بلازم المعنى؛ لأنها إنما بلغت إنَاهَا لكي يشربها هؤلاء الكفار، والله أعلم.
(٢) هذا قول مجاهد من طريق ليث وابن أبي نجيح، وقتادة من طريق معمر وسعيد، وشريك بن عبد الله. وقد نسبه ابن كثير إلى ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبي الجوزاء وقتادة.
ووردَ عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة: «شجرٌ من النار».
ووردَ عن ابن زيد: «الضَّريع: الشوك من النار، قال: وأما في الدنيا، فإن الضَّريع: الشوك اليابسُ الذي ليس له ورق، تدعوه العرب الضَّريع، وهو في الآخرة شوكٌ من نار». وهذا لا يخالِفُ ما وردَ من أنه الشِّبرق اليابس، فإنه يكون من شجر النار، ويكون ناراً كما قال ابن زيد، والله أعلم.
ووردَ في تفسير سعيد بن جبير من طريق جعفر بأن الضَّريعَ الحجارة. ولم أجد من فسَّره بهذا التفسير، كما لم أجده في كتب اللغة، فهل هي لغة علِمَها سعيد وجهِلَها غيره، أم ماذا؟!


الصفحة التالية
Icon