سورةُ الفَجر
١ - قولُه تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ﴾: يقسِمُ ربُّنا بالفجرِ الذي هو أوَّلُ النهَار (١).
٢ - قولُه تعالى: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾: ويقسمُ ربُّنا بليالٍ عِدَّتها عشرٌ، وهي ليالي عشرٍ من ذي الحِجَّة (٢).
_________
(١) وردَ خلافٌ بين السَّلَفِ في هذا القَسَمِ على أقوال:
الأول: فجرُ الصُّبح، وهو قول عكرمة من طريق عاصم الأحول، وذكره ابن كثير عن علي، وابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والسدي.
الثاني: النَّهار، ورد عن ابن عباس من طريق أبي نصر.
الثالث: صلاة الفجر، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق العوفي.
والمشهورُ من اللفظِ أنه يُطلَقُ على أول النهار، وقد يكون ذكر صلاة الفجر مُراداً به ذكر أفضلِ عملٍ يتضمنه الفجر، لا تفسير معنى الفجر، والله أعلم. وأما الرواية عن ابن عباس من طريق أبي نصر فهي غريبة، ويحتملُ أنه قابلَ القَسَم بالليل بالقسمِ بالنهار على سبيل التوسُّع في إطلاق اللفظ لا على التفسير بالمطابق، والله أعلم.
(٢) وردَ تفسيرها بهذا عن ابن عباس من طريق زرارة بن أبي أوفى والعوفي وأبي نصر، وابن الزبير من طريق محمد بن المرتفع، ومسروق من طريق أبي إسحاق، وعكرمة من طريق عاصم الأحول، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، والضحاك من طريق عبيد، وابن زيد.
قال الطبري: «والصوابُ من القول في ذلك عندنا: أنها عشرُ ذي الحجة؛ لإجماع الحجَّة من أهلِ التأويل عليه، وأنَّ عبدَ الله بن أبي زياد القطواني، حدثني قال: ثني زيد بن حباب، قال أخبرني عياش بن عقبة، قال: ثني جبير بن نعيم، عن أبي الزبير، عن جابر، أنَّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ﴿وَالْفَجْرِ *وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾، قال: عشرُ الأضحى».


الصفحة التالية
Icon