بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورةُ النَّبأ١ - قولُه تعالى: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾؛ أي: عن أيِّ شيءٍ يسألُ كفَّارُ مكَّةَ بعضُهم بعضاً.
٢ - قولُه تعالى: ﴿عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ﴾؛ أي: يتساءلونَ عن الخبرِ العظيمِ الذي استَطارَ أمرُهُ بينهم، وهو القرآن، ويُحتملُ أن يكونَ البعث (١).
٣ - قولُه تعالى: ﴿الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ﴾؛ أي: صاروا فيه فِرَقاً في حقيقةِ هذا النبأ وصِحَّته (٢).
٤ - ٥ - قولُه تعالى: ﴿كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ *ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ﴾؛ أي: ليس الأمرُ (٣) كما يزعمُ هؤلاء المختلفونَ في النبأ، وسيعلمونَ عاقبةَ اختلافِهم
_________
(١) يشهد لمن قال: القرآن، وهو مجاهد، أنَّ الاختلاف وقع فيه بين كفارِ مكة، فوصفوه بأنه شِعر، وكِهانة، وكَذِب، وغيرها، وهو أعمُّ من القول الثاني؛ لأنَّ البعثَ جزء من أخبار القرآن الذي وقع فيه الاختلاف.
أمَّا من قال: هو البعث، وهو قولُ قتادة وابن زيد، فلم يرد عنهم وقوع الاختلاف فيه، بل هم مُنكرون له، ولكن يشهد له موضوع السورة، إذ موضوعها في البعث، والله أعلم.
(٢) يلاحَظُ أنَّ اللَّهَ سبحانه لم ينصَّ على النبأ بعينه، وإنما اكتفى بذكر وصفه: بأنهم اختلفوا فيه، وهذا سببٌ في وقوع الخلاف، ولك أن تقول: إن سببَ الاختلاف التواطؤ، أو ذكر وصفٍ لموصوفٍ محذوف، وهذا من اختلاف التنوُّع الذي يرجِع إلى قولينِ، والله أعلم.
(٣) كذا فسَّر الطبري لفظَ «كلاَّ»، وهو من أفضل التعبيرات عن معناها، وهي هنا بمعنى =