تجري، فَتُغِيرُ وتدخلُ أرضَ العَدُوِّ في أول النهار (١)، فتُصْعِدُ الغبارَ من شدة الجري (٢)، فتصيرُ هذه الخيلُ في وسطِ جمعِ العدو (٣).
٦ - ٨ - قولُه تعالى: ﴿إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ *وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ *وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾: هذا جوابُ القَسَمِ، والمعنى: إنَّ الإنسانَ لكفورٌ لنعمةِ ربِّه، لا يشكرُها، ويمنعُها غيره، فلا يعطيه (٤)، وإن الإنسان
_________
= المتأخرون، وتفسيرٌ على المعنى، وهو الذي يذكره السلف، وتفسيرٌ على الإشارةِ والقياس، وهو الذي ينحُو إليه كثيرٌ من الصوفية وغيرهم، وهذا لا بأسَ به بأربعة شرائِط:
• ألا يناقضَ معنى الآية.
• وأن يكونَ معنى صحيحاً في نفسه.
• وأن يكونَ في اللفظِ إشعارٌ به.
• وأن يكونَ بينَهُ وبينَ معنى الآيةِ ارتباطٌ وتلازُم. فإذا اجتمعت هذه الأمورُ الأربعةُ كان استنباطاً حسناً». (التبيان في أقسام القرآن: ٥١، ونقلته بطوله للفائدة).
(١) ورد ذلك عن ابن عباس من طريق سعيد بن جبير، وعكرمة من طريق أبي رجاء، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق معمر وسعيد، وفي عبارته من طريق سعيد ما يشعِرُ بأنه أرادَ القوم المُغِيْرون، قال: أغار القومُ بعد ما أصبحوا على عدوِّهم.
وورد عن ابن مسعود من طريق إبراهيم أنها الإبلُ حين تدفع من مزدلفة إلى منى، وهو مقتضى قول علي بن أبي طالب.
(٢) ورد هذا المعنى عن القائلين بأنها الخيل، قال ابن زيد: أثارت الترابَ بحوافرِها. وهو قول عكرمة من طريق أبي رجاء، وقتادة من طريق سعيد ومعمر، وكذا ورد عن القائلين بأنها الإبل، قال علي بن أبي طالب: الأرضُ حين تطؤها بأخفافِها وحوافِرها، وكذا قال ابن مسعود من طريق إبراهيم.
(٣) كذا قال من فسَّرها بالخيل، وردَ ذلك عن عكرمة من طريق أبي رجاء وسماك، وابن عباس من طريق العوفي، وعطاء من طريق واصل، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق معمر وسعيد، والضحَّاك من طريق عبيد.
وورد عن عبد الله بن مسعود من طريق إبراهيم النخعي أنها الإبل حين تتوسَّط مزدلفة، وهو مقتضى قول علي بن أبي طالب.
(٤) وردَ عن السلف أنه الكَفور، وردَ ذلك عن ابن عباس من طريق مجاهد والعوفي، =


الصفحة التالية
Icon