سورة الإخلاص
ذُكِرَ أنَّ الكفَّارَ قالوا: يا محمد انسِبْ لنا ربَّكَ، فنزلَت هذه السُّورة (١).
ومِنْ فَضْلِ هذه السُّورةِ: أنها تعدِلُ ثُلُثَ القرآن، وأنها تُقرأُ في صلاة الوتر، وسُنَّة الفجر، وسنَّة الطَّواف، وفي أذكارِ الصبَاح والمساء، وأذكارِ دُبُرِ الصَّلَوات.
١ - قولُه تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾؛ أي: قُلْ يا محمد: ربي هو اللَّهُ الذي له العِبادة، لا تنبغي إلاَّ له، ولا تصلُحُ لغيرِه، المتَّصِفُ بالأَحَدِيَّة دون سِواه، لا مثيلَ له، ولا نِدَّ، ولا صاحبةَ ولا ولد (٢).
٢ - قولُه تعالى: ﴿اللَّهُ الصَمَدُ﴾؛ أي: الله الموصوف بالأَحَدِيَّة، هو السيِّدُ الذي قد انتهى في سُؤدَدِه، والغني الذي قد كَمُلَ في غِناه، فلا يَحْتَاجُ ما يحتاجُهُ خلقُه من الصَّاحِبةِ والولدِ، ولا من المأكلِ والمَشْرَبِ، ولا
_________
(١) ورد ذلك عن أُبي بن كعب من طريق أبي العالية، وعكرمة من طريق يزيد، وأبي العالية من طريق الربيع بن أنس، وجابر من طريق الشعبي. وورد عن سعيدِ بن جُبير وقتادة أن السائلَ همُ اليهود، والله أعلم.
(٢) لا يُطلقُ لفظ «أحد» مُنَكَّراً وعلى الإثباتِ إلا على الله سبحانه، أما إذا دخلَه نفيٌ أو استفهامٌ أو شرطٌ أُطلِقَ على غيره؛ كقوله تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الصمد: ٤]، وقوله: ﴿هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ﴾ [مريم: ٩٨]، وقوله: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ﴾ [التوبة: ٦]، وهو أخصُّ من اسمِه «الواحِد» الذي يرِدُ في الإثبات وغيره، ويرد منكَّراً ومُعَرَّفاً.


الصفحة التالية
Icon