٤ - قولُه تعالى: ﴿فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا﴾: عَطَفَ السابقاتِ على السابحاتِ بالفاء، ومعنى ذلك: أنَّ السابقات من جنس السابحات، وهي الملائكة التي يسبِقُ بعضُها بعضاً في تدبير أمر الله تعالى (١).
٥ - قولُه تعالى: ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾: أجمع المفسِّرون على أنها الملائكة التي تنفِّذُ ما أمر الله به من قضائه (٢)؛ كالملائكة الموكَّلون بأعمال العباد، والموكَّلون بالنار، والموكَّلون بالجنة، وغيرهم.
وجوابُ هذه الأقسام محذوف (٣)، ولما كان موضوع السورة في البعث، جاز تقديرُ الجواب بـ «لَتُبْعَثُنَّ»، ويكون المعنى: والنازعات لتبعثنَّ، وهكذا.
٦ - ٧ - قولُه تعالى: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ *تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ﴾؛ أي لتبعثُنَّ
_________
= والله أعلم. وقد علَّق أبو جعفر الطبري على هاتين الروايتين بقوله: «هكذا وجدته في كتابي»، وهذا يدل على استشكاله في الرواية التي عنده عن مجاهد، والله أعلم.
٣ - أنها النجومُ تسبحُ في فَلَكِها، وهو قول قتادة من طريق معمر وسعيد.
٤ - أنها السفنُ تسبحُ في الماء، وهو قول عطاء.
(١) وقع في السابقات اختلاف بين السلف على أقوال:
١ - الملائكة، وهو قول مجاهد، قال ابن كثير: «ورُوي عن علي ومسروق ومجاهد وأبي صالح والحسن البصري».
٢ - الموتُ، وهو قولُ مجاهد. (انظر التعليق السابق في السابحات على قولي مجاهد).
٣ - الخيلُ، وهو قول عطاء.
٤ - النجوم، وهو قول قتادة من رواية معمر وسعيد.
(٢) الغريب أن قولَ قتادة في هذه الآية أنها الملائكة، مع أن قوله في ما سبقَ من الأوصاف أنها النجوم، ولم يذكر ابن جرير غير قول قتادة، فلم يرِد عنده فيها خلاف في هذه الآية، كما وقع في سابقاتها، وقد حكى الإجماعَ السمعاني في تفسيره، وابن القيم في التِّبيان في القرآن: ٨٦. وقال ابن عطية: «وأما المدبِّرات فلا أحفظ فيها خلافاً»، وقال ابن كثير: «... هي الملائكة... ولم يختلفوا في هذا».
(٣) انظر: (تفسير الطبري، ط: الحلبي: ٣٠: ٣٢، والتبيان في أقسام القرآن: ٨٧).