يوم تهتزُّ وتضطربُ الأرضُ بسبب النفخة الأولى التي تتبعُها النفخةُ الثانية (١).
٨ - قولُه تعالى: ﴿قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ﴾؛ أي: قلوبُ خلقٍ من خلقه يوم تقعَ هذه الأحداثُ، خائفة (٢).
٩ - قولُه تعالى: ﴿أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ﴾؛ أي: أبصارُ أصحابها ذليلة مما قد نزلَ بها من الخوفِ والرُّعب (٣).
١٠ - قولُه تعالى: ﴿يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ﴾؛ أي: يقول أصحاب هذه القلوب الذين أنكروا البعثَ في الدنيا: أنرجعُ إلى الحياة بعد أن نموتَ ونُدفَنَ تحت التراب؟ (٤).
_________
(١) عبَّر جمهور السلف عن الراجفة بأنها النفخة الأولى، والرادِفة: النفخة الثانية، وردَ ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة والعوفي، وعن الحسن من طريق أبي رجاء، وعن قتادة من طريق سعيد، وعن الضحَّاك من طريق عبيد المكتب.
وعبَّر مجاهد وابن زيد عن الراجفة بأنها الأرض ترجف، وهذا غير مخالف للأول؛ لأنها ترجف بسبب النفخة، كما في القول الأول، وجعل مجاهد وقت الرادِفة مقروناً بانشقاق السماء، فقال: «هو قوله: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ [الانشقاق: ١] فدُكَّتا دكَّة واحدة»؛ أي: الرادفة هي دكُّ الأرضِ بالجبال. وهذا خلاف لما علية أهل القول الأول، وهم الجمهور، إلا أن يقال إن هذا يكون بعد النفخة الثانية فيلتئِم قوله مع قولهم، والله أعلم.
أما ابن زيد فعبَّر عن الرادفة بالساعة، وهذا غير مخالف، لأن الساعةَ لا تقومُ إلا بالنفخة الثانية، والله أعلم.
(٢) هذا من عبارة الطبري في تفسير هذه الآية، وكذا ورد تفسير «واجفة» عن السلف: ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة والعوفي، وقتادة من طريق سعيد ومعمر، وابن زيد.
وأفاد التنكيرُ في «قلوب»: التكثير؛ أي: قلوبٌ كثيرة خائفة في هذا اليوم.
(٣) الضمير في ظاهر الكلام يعودُ إلى القلوب، والمرادُ أصحاب القلوب، فعبَّر عنهم بجزء منهم، وهي القلوب، التي هي محلُّ الخوفِ والإذعان، ثم يظهر بعد ذلك على الأبصار، والله أعلم.
(٤) هذه الجملة مستأنفة للحديث عن أصحاب هذه القلوب الواجفة في الحياة الدنيا، =