٢٦ - قولُه تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى﴾؛ أي: إنَّ في ما حَدَثَ لفرعونَ موعظةً لمن يتَّعِظ ويخافُ عقابَ الله (١).
٢٧ - قولُه تعالى: ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا﴾ يقول تعالى للمكذِّبين بالبعثِ القائلينَ: ﴿أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً﴾: أأنتم أيها الناسُ أصعبُ في الإيجاد، أم إيجادُ السماء وابتداعها أصعب؟ ولا شك أنَّ خلقَ السماء أصعب، وفي هذا دلالةٌ على وقوعِ البعثِ الذي أنكروه.
ثم بيَّن كيفيةَ خلقِهِ للسماء بجُمَلٍ متعاقِبة، فقال: ﴿بَنَاهَا﴾؛ أي: شيَّدَها.
٢٨ - قولُه تعالى: ﴿رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ بيَّن كيف بِناؤها بقوله: ﴿رَفَعَ سَمْكَهَا﴾؛ أي جعل ارتفاعَها ارتفاعاً عالياً في البناء، معتدلَةَ الأرجاء، لا فُطور فيها، ولا تفاوت.
٢٩ - قولُه تعالى: ﴿وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا﴾؛ أي: جعلَ ليلَ السماءِ
_________
= محتَمَلة، وأقوالهم كالآتي:
الأول: آخر كلامه وأوله، وهو قوله: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ [القصص: ٣٨]، وقوله: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾ [النازعات: ٢٤]، وهذا قول ابن عباس من طريق أبي الضحى والعوفي، ومجاهد من طريق عبد الكريم الجزري وابن أبي نجيح، والشعبي من طريق إسماعيل الأسدي وزكريا، والضحَّاك من طريق عبيد.
الثاني: الآخرة والدنيا، عن الحسن من طريق عوف وقتادة، وعن قتادة من طريق سعيد.
الثالث: الأولى: تكذيبه وعصيانه، والآخرة: قوله: أنا ربكم الأعلى، عن أبي رزين من طريق إسماعيل بن سميع.
الرابع: أولُ عملِه وآخرُ عملهِ، وهو قول مجاهد من طريق منصور، والكلبي من طريق معمر.
(١) جاءت قصة موسى مع فرعون بين إنكار المنكِرين للبعث وبين أدلته التي تبدأ بقوله تعالى: ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا﴾، وفيها إشارة إلى تهديد هؤلاء المنكِرين بأن الله قد عذَّب من هو أشد منهم قوة، وأنهم لا يُعجزونه إن لم يؤمنوا بما جاء به نبيُّه أن يقع بهم ما وقع بفرعون، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon