٤ - ٥ - قولُه تعالى: ﴿أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ *لِيَومٍ عَظِيمٍ﴾؛ أي: ألا يقعُ في حسِّ هؤلاء المطفِّفين أنهم سيُبعثونَ يومَ القيامة الذي عَظُمَ بما يقعُ فيه من الأهوالِ، ويحاسَبونَ على تطفيفِهم؟.
٦ - قولُه تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾: هذا بيانٌ لليومِ العظيمِ، وهو يومُ قيامِ الناسِ أمامَ ربِّهم للحساب، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: يومَ يقومُ الناسُ لربِّ العالمين، «حتى يغيبَ أحدُهم في رشحهِ إلى أنصافِ أُذُنَيه».
٧ - ٩ - قولُه تعالى: ﴿كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ *كِتَابٌ مَرْقُومٌ﴾: رَدَّ على المطفيين بأن الأمر ليس كما يعتقدونَ من عدمِ البعث، ثمَّ أخبرَ عن كتابِ الذين فَجَروا في أعمالهم أنه في سِفَالٍ وخَسَارٍ في الأرض السُّفلى (١)، ولتهويلِ أمرِ هذا الكتابِ استفهمَ على طريقة
_________
= وبين «هم» مع كل واحدة منهما، وإذا كان بذلك جرى الكتاب في نظائر ذلك، إذا لم يكن متصلاً به شيء من كنايات المفعول، فكتابتهم ذلك في هذا الموضع بغير ألفٍ أوضح الدليل على أن قوله: «هم» إنما هو كناية أسماء المفعول بهم، فتأويلُ الكلام إذا كان الأمر على ما وصَفْنا وبينَّا».
وهذا الترجيحُ من الطبري اعتمد فيه رسمَ المصحف، وهو أحد المرجِّحات في الاختلاف، والله أعلم.
(١) أصل مادة سجِّين من «سجن»، وهي تدل على التضييقِ والحَبْسِ، ومنها السِّجن، وقد اختلفت عبارة السلف في «سجَّين» على أقوال:
١ - الأرضُ السابعةُ السُّفلى، وردَ ذلك عن: عبد الله بن عمرو من طريق قتادة بلاغاً، وابن عباس من طريق العوفي، ومغيث بن سُمَي من طريق مجاهد، وقتادة من طريق معمر وأبي هلال، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، والضحاك من طريق عبيد، وحكاه ابن زيد، وبه أجاب كعب الأحبار عن سؤال ابن عباس له.
٢ - حدُّ إبليس، ورد ذلك عن: سعيد بن جبير، وقد ورد عن مغيث بن سمي وكعب الأحبار أن حدَّ إبليسَ في الأرض السفلى.
٣ - صخرةٌ في الأرض السابعة، يُجعلُ كتابُ الفجَّار تحتها، عن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح. ويشهدُ لكونِ سجِّين الأرض السفلى ما ورد في بعض طرق حديث البراء بن عازب في صعودِ روحِ الكافرِ إلى السماء، ثم أمرَ اللَّهُ بأن لا تدخل السماء، قال صلّى الله عليه وسلّم: =