سورةُ الانشِقاق
١ - ٢ - قولُه تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ *وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾؛ أي: إذا السماءُ تصَدَّعَتْ وتَقَطَّعَتْ، وسَمِعَت وأطاعَت أمْرَ ربِّها في تصدُّعها (١)، وحُقَّ لها أن تطيع، فهي أهلٌ لهذه الطاعة (٢).
٣ - ٥ - قولُه تعالى: ﴿وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ *وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ *وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾؛ أي: وإذا الأرض بُسِطت يوم القيامة (٣)، فزِيدَ في سَعَتِها (٤)، وأَخرَجتْ ما في بطنها من الموتى وغيرهم (٥)، وسمِعَت وأطاعت أمرَ ربِّها
_________
(١) كذا وردَ التفسير عن السَّلف: ابن عباس من طريق العوفي، وسعيد بن جبير من طريق جعفر، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق معمر وسعيد، والضحَّاك من طريق عبيد.
(٢) ورد عن ابن عباس من طريق العوفي: حُقَّت لطاعة ربها، وعن سعيد بن جبير من طريق جعفر: وحقَّ لها.
(٣) بيَّن مجاهد في تفسيره من طريق ابن أبي نجيح أن هذا كائنٌ يومَ القيامة.
(٤) أورد الطبري عن علي بن الحسين، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا كان يومُ القيامة مدَّ الله الأرضَ، حتى لا يكون لبشرٍ إلا موضعَ قَدَمَيْهِ، فأكونُ أولَ من يُدْعَى، وجبريل عن يمين الرحمن، والله ما رآه قبلها، فأقول: يا رب، إنَّ هذا أخبرني أنك أرسلته إلي، فيقول: صَدَق، ثم أشفع فأقول: يا رب، عبادك عبدوك في أطراف الأرض، قال: وهو المقام المحمود». وهذا حديث مرسل، وقد ورد في بعض طرقه: حدثني بعض أهل العلم، فإن كان هذا المحدِّث صحابياً، فالحديثُ صحيحٌ، ورجاله ثقات، والله أعلم.
(٥) قال قتادة من طريق سعيد: ألقَت أثقالها وما فيها، وعن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح: أخرجَتْ ما فيها من الموتى. ويظهرُ أن هذا مثالٌ لما تخرجه من بطنها، ولذا ورد عن ابن عباس: ألقت سواري الذَّهب. (الدر المنثور، عن ابن المنذر)، والنصُّ =