في مَدِّها وإخراج ما في بطنها، وحُقَّ لها أن تطيع، فهي لا تعصي أمره (١).
٦ - قولُه تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ﴾؛ أي: إنك تعملُ عملاً تلقى اللَّهَ به، خيراً كان أم شراً (٢).
٧ - ٩ - قولُه تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ *فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا *وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾: هذا تفصيلٌ لأهلِ الكَدْحِ، فمن أُعطِي صحيفةَ أعمالِه بيدِه اليُمنى، فإنَّ الله يَعْرِضُ عليه ذنوبَه ولا يُدَقِّقُ عليه، فلا يحاسِبُه بها، بل يسهِّلُ أمرَهُ، ويتجاوزُ عنه (٣)، ثمَّ ينصرفُ بعد هذا الحسابِ اليسيرِ إلى أهله في الجنة (٤)، وهو فَرِحٌ بما أُعطِيَ.
١٠ - ١٢ - قولُه تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ *فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا *وَيَصْلَى سَعِيرًا﴾: هذا الفريقُ الثاني من أهلِ الكَدْحِ، وهم من يُعطَى صحيفةَ أعمالِه السيئةِ بيدِه الشِّمالِ من وراء ظهرِه (٥)، فأولئك ينادُون بالهلاك
_________
= عَامُّ، وليس هناك ما يدل على التخصيص، ولذا يُحملُ ما ورد عنهم أنه تفسيرٌ بالمثال، وتفسير قتادة على العموم، والله أعلم.
(١) جواب قوله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ محذوف، تُرك استغناءً بمعرفة المخاطَبين به بمعناه، وتقديره: رأى الإنسان ما قدَّم من خير أو شرٍّ، وقد بيَّن ذلك قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ﴾. (انظر تفسير الطبري).
(٢) أوردَ بعض المفسِّرين في الضمير في «فملاقيه» احتمالين في عَودِهِ إلى الظاهر قبله، فقيل: ملاقٍ ربك، وقيل: ملاقٍ عملك، وهما متلازمان؛ لأنه سيلاقي ربَّه بعملِه، كما فسَّر ابن عباس من طريق العوفي، وهذا من اختلاف التنوع الذي تحتمله الآية، وهو يرجع أكثر من معنى، غير أنهما متلازمان، والله أعلم.
(٣) روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال صلّى الله عليه وسلّم: «من نوقشَ الحسابَ عُذِّب»، قالت: فقلت: أليس قال الله: ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾؟، قال: «ليس ذاك بالحساب، ولكن ذلك العَرْض، من نوقشَ الحسابَ يوم القيامة فقد عُذِّب». وهذا تفسيرٌ نبويٌ صريحٌ لمعنى هذه الآية.
(٤) قال قتادة من طريق سعيد: إلى أهلٍ أعدَّهم الله له في الجنَّة.
(٥) قال الإمام الطبري: «وأما من أُعطِيَ كتابَهُ منكم أيها الناس يومئذ وراءَ ظهره، وذلك بأن =