الكلاب بخلاخيل نساء أهل المدينة ما رددت جيشاً أنفذه رسول الله - ﷺ - أبداً، فقيل له: ومع من تقاتل العرب؟ قال: وحدي حتى تنفرد سالفتي (١).
وهمت الأنصار بالاستبداد بالبيعة، فبادر إليهم، ودخل مجلسهم عليهم، وخطب خطبته المشهورة (٢) فيهم ثابت القلب، حاضر العلم، ذلق اللسان، بصيراً بمقاطع الأدلة والبيان، حتى انقادوا إلى خلافته، واختاروا أمراء الأجناد في الأقطار، فما وجد بعدهم أحد ينوب منابهم، هذا وفي نزعه ضعف، فكيف لو كانت فيه مرة؟.
وبفضيلة الشجاعة تتطهر النفس من رذيلة الهلع والتهور.
وأما العفة (٣): فهي كف النفس عن المكروه، وبها يكون الحياء والصبر والسخاء والورع والقصد والتؤدة وحسن السجية، وبها تتنزه النفس عن الشره والجمود.
وأما العدالة (٤): فهي انتظام العلم والعمل على وفق المقصود من الخصال الثلاثة المتقدمة، وهي المراد عند بعضهم (٥) بقوله - ﷺ - في

(١) ذكره السيوطي في جمع الجوامع (مسند أبي بكر: ١٥٥) وعزاه إلى البيهقي وأشار إليه برمز "الحسن" ومعنى تنفرد سالفتي، أي يفرق بين رأسي وجسدي.
(٢) حديث السقيفة رواه الإِمام أحمد في مسنده: ١/ ٢١٣ (ط: المعارف) وحكم عليه الشيخ أحمد شاكر بصحة الإسناد.
(٣) انظر العواصم: ٢٥٦ - ٢٥٨، العارضة: ٩/ ١٤٥، التعريفات ٨١، الكليات: ٣/ ٢٨٢، كشاف اصطلاحات الفنون ٢/ ٢٢٩ (ط: تراثنا).
(٤) انظر: الأمد: ١٠٦/ ب، العواصم: ٢٥٨، بيان كشف الألفاظ: ١٥٦، التعريفات: ٧٩، الكليات: ٣/ ٢٥٣، كشاف اصطلاحات الفنون: ٤/ ١٠١٥ (ط: خياط).
(٥) العبارة كما وردت عند الغزالي كما يلي: =


الصفحة التالية
Icon