النّوع الثالث: علمُ التّذكير
وهو معظم القرآن، فإنه ينبني على معرفة الوعد والوعيد، والخوف والرجاء والقرب، والذنوب وما يرتبط بها ويدعو إليها ويكون عنها، وذلك معنى تتسع أبوابه، وتمتد أطنابه.
وحكمه: أن يؤخذ كلّ باب منه مفرداً، ثم يضاف في البيان إلى نظيره، ولا يمكن شرحه إلا بالمشافهة أو بسط البيان بالقلم، إلا أنا نذكر منها ها هنا أنموذجاً في سورة ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ فإنا قد كنا تكلمنا عليها وعلى معانيها في ستة أشهر (١)، وذلك النشر ينتظم لكم مجملاً في ثمان عشرة مسألة.
المسألة الأولى:
قوله: ﴿أَلْهَاكُمُ﴾ اللهْو (٢): الاشتغال بالشيء عن الشيء بالقصد
(١) ذكر المؤلف رحمه الله في الأحكام: ١٩٧٤ أنه أملى في شرح معاني هذه الآية مئة وثمانين مجلساً.
(٢) انظر تعريف "اللهو" في معجم الراغب الأصفهاني: ٤٧٥ - ٤٧٦.
(٢) انظر تعريف "اللهو" في معجم الراغب الأصفهاني: ٤٧٥ - ٤٧٦.