المسألة السادسة:
قوله: ﴿الْمَقَابِر﴾ وهي الدار الآخرة، والدنيا هي الدار الأولى، وهو حفرة من حفر النار أَو روضة من رياض الجنة (١)، وتسرد الأحاديث في هذا كله.
المسألة السابعة:
في عذاب القبر، فإن قوله: (﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [التكاثر: ٣]:
معناه: إذا زرتم المقابر، وذلك تهديد عظيم، بما يدرك إذا حلّ فيه، وتذكر عذاب القبر كلّه، وأنواع الهول فيه الذي يتعلق بكل واحد منها تهديد.
المسألة الثامنة:
قوله: ﴿كَلَّا﴾ وقد اختلف فيها النحاة والمفسرون، وتذكر أقوالهم (٢)، والصحيح أنه نفي، كأنه قال: كل لا، المعنى: ليس كما زعمتم أو أردتم، حيثما وقع وكثر استعماله، فجعلت الكلمتان كلمة واحدة، ونصبت الكاف لتدل الِإضافة على التغيير.
المسألة التاسعة:
قوله: ﴿سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾، وقال في موضع آخر: ﴿سَيَعْلَمُونَ غَدًا﴾

(١) يشير إلى الحديث الشريف الذي جاء فيه ".. إنمَا القَبْرُ رَوْضَة منْ ريَاض الجَنَّةِ، أوْ حُفْرَة مِنْ حُفَرِ النارِ" أخرجه الترمذي من حديث طويل في صفة القيامة: رقم ٢٤٦٢ وقال عنه: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، كما أخرجه البيهقي في إثبات عذاب القبر رقم: ٥٠، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: ٣/ ٤٦، وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أيوب بن سويد وهو ضعيف.
(٢) انظر باب "معنى كلا وتفسير وجوهها وأصلها وموضعها من الإعراب" من كتاب "شرح كلا وبلى ونعم" لأبي طالب القيسي: ٢٢ - ٧٠ (ط: أحمد فرحات ١٩٧٨) وانظر الدراسة النقدية القيمة عن "كلا" التي قدم بها الدكتور حسين نصار للكتاب السابق الذي نشره في مجلة كلية الشريعة ببغداد: ١٩٦٧.


الصفحة التالية
Icon